900
900
مقالات

نداء ورجاء لأجهزة الدولة المصرية للتحرك السريع

900
900

بقلم / منجي علي بدر
الوزير المفوض والمفكر الاقتصادي

ليل الشتاء الطويل في أوربا وبرودته القارصه و طاقه شحيحة وابن آدم يحاول اتقاء البرد ، وان لم يجد ما يعينه ربما يرحل ابن آدم ولكن الي أين ؟؟.
ستبدأ رحلة الشتاء لبعض الشركات ( مثل الطيور) من أوربا للبلاد الدافئة ذات تكاليف طاقة منخفضة وبيئة اقتصادية مناسبة.
وواضح للقاصي والداني أن الصراع الروسي الغربي علي أرض أوكرانيا مستمر الي حين ، حتي تمتلئ جيوب شركات السلاح في الولايات المتحدة الامريكية ، كما أن روسيا لن تتراجع حتي تحقق أهدافها ولكن ماهي ؟ علي وجه اليقين لا نعرف.
وحاكم أوكرانيا مازال يراهن علي المجهول والشعوب تعاني وقاده الدول الكبيرة لا قلب لهم ، ولا بد من تدخل منظمات حقوق الانسان لوقف تخبطهم وغرورهم ان فعلا يبحثوا عن حقوق الإنسان .
وفي خضم كل ذلك ، تبحث مصر عن مصالحها وأولها الحياد الإيجابي وثانيها اقتناص الفرص لتحقيق الصالح العام وبما يحقق أيضًا مصالح كافة الأطراف.
والتوجه المصري في الأساس يتركز على الجانب الاقتصادي وجذب الاستثمارات الاجنبية والعربية لمصر ، وتجهيز المجتمع والاقتصاد حتي نكون ضمن أكبر ١٠ اقتصاديات علي مستوى العالم بحلول ٢٠٣٠ ، كما توقعت بعض المؤسسات العالمية.
وعليه ، وعلي المدي القصير جدًا ، نطرح السؤال وإجابته ، كيف نحول المحنه الي منحه ؟
نتابع أن الوضع في أوربا يتدهور مع استمرار الصراع الروسي الغربي علي أرض أوكرانيا وهو صراع اقتصادي وعسكري وتكنولوجي ومخابراتي ومجتمعي ، و بدأت العديد من الشركات الأوربية التفكير في الرحيل الي دول دافئة وذات تكاليف طاقة مناسبة وربما يكون التوجه الي جنوب شرق آسيا وربما الي منطقة الشرق الاوسط كخيار بديل أو ثاني .
وبالتالي علي الجهات المصرية المعنية التحرك فورًا سواء عن طريق إرسال وفود أو تكليف المكاتب التجارية بسفاراتنا في أوربا بالبحث عن الشركات الراغبة في الرحيل والتواصل معها وعرض مزايا الاستثمار في مصر وخطوات الاصلاح الاقتصادي التي تمت ، وتطوير البنية التحتية والقرب الجغرافي بين ضفتي المتوسط ،مما يؤدي لخفض تكاليف النقل و كذا توافر الاستقرار السياسي والأمني .
وموقف بعض الشركات في أوربا يمكن تلخيصه في :
١- شركات تفكر في نقل مكاتبها (معظم عملهم مكتبي) من اوروبا في فترة الشتاء المقبل الى دول أخري مثل فيتنام والفليبين وإندونيسيا وماليزيا بسبب أرتفاع تكلفة الطاقة .
والمطلوب من أجهزة الدولة هو إقناع مسئولي هذه الشركات لنقل مكاتبهم الى القري التكنولوجية بمصر أو أي مدينة تمتلك تجهيزات ومعدات وأفراد لاستقبال هذه الشركات في مصر .
٢- توجد مصانع كثيره أغلقت أبوابها وأخري تفكر جديًا في الغلق بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج وتكاليف الطاقة بصفة خاصة .
٣- توافر ظروف عدم اليقين بسبب استمرار الصراع الروسي الغربي واستمرار الولايات المتحدة الامريكية في تأجيج الحرب في أوكرانيا ، مع عدم تواجد رؤساء في أوربا يستطيعوا الوقوف أمام الجانبين الروسي والأمريكي.
٤- تباطؤ معدل نمو الاقتصاد العالمي وضعف الطلب على المنتجات الأوربية.
وقد يري ، أن تقوم أجهزة الدولة والوزارات المعنية بالتواصل مع مسئولي الشركات الأوربية وإقناعهم لنقل مكاتبهم الى القري التكنولوجية والذكية بمصر أو أي مدينة تمتلك تجهيزات ومعدات وأفراد لاستقبال هذه الشركات في مصر .
وبالنسبة لنقل بعض المصانع الأوربية فنحتاج بشكل عاجل إعداد دراسة وافية حول جدوى نقل هذه المصانع لمصر بحيث تمثل إضافة للاقتصاد المصري في كافة المجالات .
ونؤكد أنه مطلوب تحرك سريع في هذا الشأن وتصميم خطط قصيرة الأجل لاقتناص الفرص السهلة المتاحة حاليًا ويبحث أصحابها عن ملاذ آمن .

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى