الليلة 165 من “ذكر وفكر” البودشيشة: التربية الروحية ومجاهدة هوى النفس.. أساس الصوفية الحقة
كتب/ مصطفى ياسين
تميزت الليلة الرقمية 165 من ليالي الوصال “ذكر وفكر”، المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، بمشاركة الدكتور منير القادري بودشيش، رئيس مؤسسة الملتقى ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، وبمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على عرش أسلافه الميامين، تقدم مولاي د. منير القادري بودشيش أصالة عن نفسه ونيابة عن شيخ الطريقة القادرية البودشيشية وكافة مريديها بأحر التهاني إلى جلالته بهذه المناسبة السعيدة، مع الدعاء له بالحفظ والنصر والتاييد.
وفي كلمته بين د. القادرى أن الهوى يطمس نور العقل ويعمي بصيرة القلب ويصد عن اتباع الحق، موضحا أن الانسان إذا اتبع هواه فسد رأيه فلا تنفع فيه عظة. وأنه كلما ضعف الإيمان في القلب كلما كانت الغلبة للهوى، مشيرا إلى أن الهوى مرض خطير ما خالط شيئا إلا أفسده، لذلك حذر القران الكريم من اتباع الهوى، وزاد انه لا يستقيم إيمان العبد حتى يكون هواه تبعاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بالحديث الشريف: “لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به”.
ولفت الى أن مخالفة الهوى علاج فعال لأمراض القلوب التي متى تحررت منه إلا وانطلقت نحو العمل الصالح، منبها إلى أن من وقع في هذا المرض يحتاج إلى طريق لعلاج نفسه وتمرينها على ما يخالف هواه.
وزاد موضحا أن ذلك يكون بمجاهدة النفس الأمارة بالسوء والتجرد من الصفات الذميمة والتحلي بالأخلاق السامية، وتدريب النفس على أخلاق الرحمة و المحبة و الود والتسامح التي تجعل القلب ينبض محبة لله.