ناريمان حسن تكتب : الحياة بالغة الرقة
دعينا لا نمزح
الحياة بالغة الرّقة عندما نحب
وقعنا في الأهوال مراراً
تمتص المرارة أفواهنا بشدة
فتغدو كنبيذ فاسد لن نقوى على تجرّعه مهما عطشنا
ولو امتد لساننا ثلاثة أمتار
سبق وأن صفعتكِ وحدتك مراراً
ولكنك لم تمقتينها تماماً
خوفاً من أن يأتي ما هو أصعب منها!
ما يجعلك تتذكرينها بمرارة
في الغد.. سيزورك محبيك القدامى
اصدقائك الأوغاد
سيأتي الرجل الذي لم يبتكر منذ لقياك
طريقة تبطء سرعة مشيته
حتى لا يصطدم بالحائط..
عندما تبقين سجينة زنزانتك تتذكرين بإنه كم كان يشبهك
وتعرفين تماماً بأن الحب لا يجمع المتشابهين
لإنه يتاخذ أشكال مغايرة
إلا أن بعد برهة من الزمن تستيقظين
ولا تعودين تفكرين سوى في النهايات
في الأشخاص
في أشكال النهايات
في حدتها
وبلاغتها
في تقشفها
ولامحدويتها
وقعها تحت أبدية مقززة
كل أبدية مقززة لإن بها ثمة ما يطعن كيان آخر
ثمة ما يزيح الغطاء الشفاف
كما تزيل أمهاتنا الغطاء الذي يغطينا أثناء الولادة
فنظهر بكامل عرينا وهشاشتنا!
دون أي لمسة جمالية تطوقه
ولإننا نخاف القبح نظل ننبش في باطن كل شيء
عن جمال بسيط ولو إنه لحظي وعابر
لإننا نخاف القبح نخترعه أحياناً
نظل نرمي كل الإساءات بجمال زائف
حتى لا نموت ميتات أخرى متتالية دون طائل
ولنتصالح مع كل القبائح
نلونها
نشذب أوراقها
لتصبح أقل حدة، أقل حدة لحد إنها لا تسبب
جرحاً.