في 9 مواقع بمنطقة وسط البلد : ” حي القاهرة الدولي للفنون ” .. معرض مزج التراث بالفن المعاصر
كتب / نادر أحمد
استقبلت منطقة وسط البلد بالقاهرة للعام الثاني علي التوالي، معرض “حي القاهرة الدولي للفنون” والذي أقيم في 9 مواقع مختلفة بوسط البلد حيث أبرز مزج التراث المصري بالفن المعاصر ، وحضر جانب من المعرض سفير بلجيكا بالقاهرة ورؤساء المركز الثقافي من سفارة ألمانيا وأسبانيل وأمريكا .
يمثل المعرض مجموعة من المعارض الفردية والجماعية للفن المعاصر بالإضافة إلى المشاريع الفنية المستقلة، حيث قدمت مؤسسة “آرت دي إيجيبت” معارض فنية تشمل الأعمال الفوتوغرافية واللوحات والمنحوتات، وأعمال من فن التجهيز في الفراغ، ووسائط متعددة أخرى من الفنون ، بمشاركة 100 فنان منهم 20 فنان عالمي من فرنسا وايطاليا وألمانيا والسويد واسبانيا وبريطانيا وأمريكا وسويسرا والارجنتين ، والإمارات وتونس والسودان والسعودية .
وقالت نادين عبد الغفار، رئيس مؤسسة ” آرت دي إيجيبت” خلال كلمتها بالافتتاح في مسرح سينما راديو: إن (حي القاهرة الدولي للفنون) بمثابة رسالة فنية متنوعة ذات بعد ثقافي واجتماعي، حيث يتم مزج التراث مع الفن المعاصر في صورة فنية رائعة بأقدم مناطق وسط القاهرة.
وأضافت أنهم كل عام يقدمون جزء من الحضارة المصرية القديمة، وهذا العام استطاع الفنان حسام زكي أن يعمل على مشروع “باستيت كاتس”، وقالت إنهم فخورون بهذه المجموعة الرائعة والمتميزة من الأعمال الفنية المشاركة والتي تعرض بأسلوب عصري.
وأكدت أن السبب وراء اختيار تلك المنطقة لاحتضان المعرض لما لها من تاريخ يمتد إلى القرن التاسع عشر وقام ببنائها أشهر الفنانين المعماريين في العالم، إضافة إلى أنها أصبحت مؤخراً واحدة من أهم مراكز الفنون والإبداع، بل إنها صارت كوجهة يقصدها عشاق الفن والمتحمسون لجمع الأعمال.
وأعرب الفنان محمد عبلة، عن سعادته بهذا التنظيم، وفكرة تواجده في الشاع وسط الجمهور العادي، وتقريب الفن التشكيلي للمتلقي الذي لم يعتد هذا النوع من الفنون.
وقال إن الفنون كلها مرتبطة ببعضها البعض، وهذا يتضح في فكرة دمج الفن بالأماكن التاريخية فلكل حاضر ماضي، والماضي يؤثر في الحاضر، وأضاف أن الفن لغة من أراد تذوقها عليه التعلم والمثابرة.
و يعتبر حي القاهرة الدولي للفنون الخطوة الاولي لرحلتنا إلي النسخة الثانية من معرض “الأبد هو الآن” الدولي والذي سيقام في منطقة الأهرامات في اواخر شهر اكتوبر الجاري، هو الأول من نوعه منذ أكثر من 4500 عام هي تاريخ بناء الأهرامات، والذي يقام تحت رعاية وزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية وهيئة تنشيط السياحة و منظمة اليونسكو”.
وتحدث الفنان محمد ابو النجا، عن مشروعه “المتحف الأزرق” وكيف أنه يحمل تفاصيل البلاد في كل تفاصيله، وقال إنه استخدم خامات من الطبيعة مثل القطن والبردي والورق، فهو ليس خامة واحدة، وهناك نحت بالحجر والسيراميك والمحروق وتم تشكيله، فمثلما تحمل الجدران التاريخ داخلها فهذه القطع الفنية تحمل تاريخه
وقال إن الاحتفاء بالأزرق له علاقة بالفن المصري القديم، وهناك شركة ايطالية متخصصة في الألوان المصرية، والأزرق المستعمل هو نفس اللون الذي استعمله المصريون القدماء.
وأضاف إنه قريب من الفنون الإسلامية، فهو لديه ماجستير في الفن الإسلامي لذا فهو لديه علاقة وطيدة بهذه الفنون، وأهم ما يميز الفن الإسلامي أن العمارة مرتبطة بالفلسفة وبحلقات الذكر والمولوية، وفكرة الصعود والهبوط، لذا استخدم في مشروعه تقنية الصعود والهبوط أو الطريقة الحلزونية.
وقالت الفنانة نهى ناجي، إن مشروعها يتحدث عن المشاعر البسيطة والحقيقية، وهي “الحضن” فكرة بسيطة ولكنها قريبة وتمس الجميع في كل الأعمار وكل الأمكنة، فالحضن حجر أساسي في أي علاقة وغيابه يجعلها تنهار، وأضافت أن فكرة تبسيط الفن التشكيلي هي رغبة ملحة مع تزايد عدد السكان وقلة عدد الفنانين، فالفن التشكيلي هو لغة صامتة تحتاج من يسمعها بهدوء لكي يصل دون شرح.
الفنانة علياء الجريدي، قالت إن مشروعها لتخليق أشكال من الطبيعة من الخيوط والقماش والإبر، وقد عملت بخامات مختلفة طوال مشوارها الفني، وأضافت إنها تفرغت لهذا المشروع من حوالي 8 سنوات، لكي تشتطيع التأثير في الناس، فهي تشعر بأن الإنسان حاليًا لديه احباط ويعيش في حالة تشتت، لذا هي تحاول بث روح الأمل والبهجة من خلال عملها.
واتفقت الفناناتان دانيه هيثم ونورا بركة في حديثهم عن تذوق الفن وكل متلقي يختلف عن الآخر في طريقة استقباله، ولكن في النهاية الفن للجميع ويجب أن يصل إليهم بأي طريقة ممكنة.
وأعربت الفنانة الأسبانية باولا أنطا، عن سعادتها الشديدة لمشاركتها في هذا المعرض لأول مرة بعد تلقيها دعوة من السفارة للمشاركة، وقالت إن مشروعها يتحدث عن تغير المناخ وهي مشكلة وأزمة عالمية لابد أن نتطرق لها بكل أشكال الفنون، وأنها استخدمت عناصر من الطبيعة للتعبير عن رؤيتها للحدث.
وقال الفنان هاني راشد، إنه يشعر بالرهبة والفرحة لعودة وسط البلد كما كانت مركزًا للفنون، بهذا الجمهور الضخم، ويشعر بالفخر لكونه من اوائل الفنانين الذين شاركوا في معرض المتحف المصري، وأضاف أن هذا المعرض يخلق نوعًا من التنوع يصل للجمهور بشكل مختلف، فالفن للجميع ولابد أن يشاركنا فيه الجمهور.
الفنانة وئام المصري، قالت إن عملها هو “المذكرات البصرية”، فهناك أجزاء مرسومة مسبقًا وتم جمعها ولصقها على سطح العمل الفني، وقد مرت هذه اللوحة بمراحل مختلفة في شهر سبتمبر، فهي لم تخطط للعمل، هي ترسم ما تشعر به.
وأضافت أن فكرة النزول في أماكن ذات اهتمام للمتلقي العادي يساعد على التغذية البصرية للجمهور، ويقربهم من الفن التشكيلي بشكل كبير.