بداية جديدة / تخفيضات
بقلم / فاطمة مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية
يقع الكثير من الاشخاص فى فخ ( التخفيضات ) .. مصطلح جديد على الحياة الاجتماعية و الانسانية.. تفاصيله و محتواه عبارة عن اذلال النفس و عدم تقديرها و اعطائها القيمة التى تستحقها ، يطلق عليه علماء النفس و الاجتماع اسما اخر وهو ( التنازلات ) . ينخدع الانسان عندما يقنع نفسه و يصدقها بان اذا قدم ( تخفيضات ( و بذل مجهود فوق طاقته و اعطى بزيادة سوف يقابل بالشكر و العرفان بالجميل ، رفقا بنفسك اولا ايها الانسان كل ما عليك هو التعامل بكل شفافية و صدق و اخلاص و لكن قف قليلا و اعد ترتيب المشهد مرة اخرى هل تحصل على ما تريده ؟؟ هل ما تقدمه من تضحيات يلاقى نتيجة مرضية لك ؟؟ هل ما تقوم به من مجهود يقدر و يحترم من الطرف الاخر ؟؟
من الطبيعى و الصحيح ان اي علاقة انسانية تكون مبنية على مبدأ الاحترام والتقدير و ليس الضعف او الاستهانة بما تقدمه و التقليل منه و تبدأ انت مرة اخرى فى البحث عن تبريرات و تفسيرات لكى يقتنع بها عقلك و يترجم بها افعال الطرف الاخر و تبحث عن ايجابة و حلول منطقية يستطيع العقل تقبلها لتستمر مرة اخرى فى تقديم ( التخفيضات ) لكى يرضى عنك و يحاول فقط ان يعطيك جزء من حقوقك الطبيعية و البسيطة كل هذا و انت تبذل مجهود و طاقة مهدورة و تسأل نفسك مليون سؤال لماذا بعد كل ما اعطيه من مجهود لا استطيع ان اكون انسان راضى و اشعر بالامان و السلام النفسى الداخلى …لماذا لا احصل على ما اريده ؟؟ و هنا تاتى الاجابة قاطعة و واضحة فى نفس الوقت لانك تنازلت عن قيمتك و قللت منها بل و اعطيت من غير حساب ، عليك الان ان تلوم نفسك اولا قبل ما تلوم الطرف الاخر .. كل فعل وعطاء لابد ان يكون بحكمة و اتزان و لقد كتبت فيما مضى مقال يتحدث عن هذا ( وقفة مع النفس ) انت من تعطى قيمة لنفسك و انت من تقوم باهدارها و التقليل منها و هذا ليس معناه ان كل ما تقوم به من عمل او فعل لابد له من مقابل و لكن لابد له من تقدير و انك تشعر بقيمتك الانسانية لدى الطرف الاخر …عليك ان تكون اكثر حكمة فى السيطرة على عاطفتك و لا تجعلها تقودك الى الهاوية و تجعل منك شخص يستخف به و بقدرته.. ابذل مجهود و لكن أتأكد دايما انه فى مكانه الصح ، الله سبحانه و تعالى كرمك و جعل الكون كله بما فيه و عليه مسخر لك انت و هذا ان دل على شئ فانه يدل ان نفسك عزيزة و لها قيمة كيف توافق انت على التقليل منها و اهانتها …عليك ان تواجه نفسك مرة اخرى و تحاسبها و لكن حذارى من جلد الذات كن رحيما و فى نفسك الوقت حكيما لا تعطى ولا تمنع و لكن كل شئ بمقدار .
و اذا استطعت عزيزى القارئ ان تصل الى مرحلة ان تحب نفسك و تقدرها و تعرف قيمتها قبل ما تحب الاخرين سوف تتغير رؤيتك نهائى و حكمك على الامور و سوف تتغير ايضا نظرة الاشخاص لك انت ، انت من تصنع نفسك وسط الاخرين و انت من تعطى قيمة لها و من هنا ياتى تقدير الاخرين لك .
بداية جديدة …