حلم روز
بقلم / سلوى مرجان
أنا (حلم روز) جارية مولاتي شهرزاد.
أنتم لا تدرون ما الذي حل بمولاتي بعد الليلة الألف.
في صباح اليوم التالي عرفت مولاتي المكان الذي يلقي به مسرور بأجساد الصبايا بعدما يأمره الملك شهريار بقتلهن.
تخفيت أنا ومولاتي في ثياب الرجال وحملنا سيوفنا وذهبنا إلى قبور العذارى، وكانت المفاجأة….
مسرور لم يكن يقتل الفتيات كما ظن مولاي شهريار، لقد كان يقوم بجرحهن بطريقة ما أمام الملك، ثم يحملهن إلى قصر قبور العذارى الذي لا يعرف طريقه سواه هو والحمال (زين زاه)، وهناك يطببهن ويقطع جزء من ألسنتهن حتى لا يستطعن الكلام، ناهيك على أن الجرح الذي أحدثه برقبتهن جعلهن لا يستطعن الصراخ أبدا.
رأيت أنا ومولاتي شهرزاد العرائس الجميلات وهن يجلسن باكيات أمام نهر الدموع، ذلك النهر المالح جراء بكائهن الذي لا يتوقف، ورأت مولاتي شهرزاد كرسي ضخم مرصع بالجواهر منقوش عليه اسمها، فأدركت نية مسرور وانتظاره لها.
عندما عدت ومولاتي أغلقت الباب وجلست شاردة، فتجرأت وسألتها : هل ستخبرين مولاي بما فعله مسرور؟
أجابت بحزن عميق : لا أستطيع.
سألتها بدهشة: لماذا؟
أجابت : لا أستطيع إخباره بعد ما سمعه مني من قصص، لقد تغير وندم على فعلته مع هؤلاء الصبايا، ولو عرف أنهن أحياء لكفّر عن ذنبه وحملهن فوق الرؤوس، واتخذ كل ليلة واحدة منهن صاحبة له، وضاعت هيبة شهرزاد الملكة الوحيدة.
ازدادت دهشتي أكثر وهمست :مولاتي أتتركين مسرور بفعلته الشنعاء؟
سقطت دمعة على خد سيدتي وقالت : أتركه لتبقى شهرزاد.
لكن مولاتي في تلك الليلة هذت كثيرا عندما جلست بين يدي مولاي شهريار، وعندما جاءها الطبيب أخبر مولاي أن سيدتي ستأتي له بحامل العرش.
ومنذ تلك الليلة لم تقص مولاتي كلمة على أذن مولاي شهريار، أما مولاي الملك فكان كل تفكيره في طفله الذي سيغير مجرى حياة المملكة.
ولقد أسرت إلي مولاتي بسر فيما بعد، بأن ما جعلها تتوقف عن الحكي ليس حملها، لكن كل القصص هربت منها بعد الذي رأته وعرفته ورغم ذلك سكتت عنه، فالقصص هبة السماء لا يطالها الساكت عن الحق.
#حتى_شهرزاد