900
900
مقالات

أصل حكاية «أساطير بيت الكريتلية»

900
900

بقلم / ياسمين عبده

يقع بيت الكريتلية بجوار مسجد أحمد بن طولون في حي السيدة زينب، وهو عبارة عن منزلين يرجع تاريخهم إلى العصر العثماني.
المنزل الأول للمعلم عبدالقادر الحداد، وأنشأه عام 1540
أما المنزل الثاني فقد أنشأه الحاج محمد بن سالم الجزار، عام 1642
وفي القرن 19 أشترت بيت الجزار سيدة أجنبية من مدينة كريت، كما أشترت بيت الحداد سيدة مصرية من الصعيد، وهي آمنة بنت سالم، لذلك سمي بيت الكريتلية
ومع مرور الوقت ساءت حالة البيتين وأضطرت الحكومة المصرية إلى هدمهما وذلك في إطار مشروع التوسعة حول مسجد أحمد بن طولون.
إلا أن الضابط الإنجليزي جاير أندرسون، وقع في حب فتاة مصرية تقيم في البيت، وكانت ترتدي البرقع وتقف في المشربية عندما كان يمر من أمامه، فقرر أن يتكفّل بمصاريف ترميم البيتين عندما سمع بنيّة الحكومة المصرية هدمهما، وتقدم بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية، بأن يسكن ‏فى ‏البيتين وأن يقوم بترميمهما، على أن يعرض فيهما مجموعته الأثرية، من مقتنيات ‏فرعونية ‏وإسلامية، فضلًا عن مقتنياته التى ترجع إلى عصور وحضارات من بلدان مختلفة «الهند، الصين، تركيا، ‏إيران، إنجلترا، دمشق»، على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعته من الآثار ملكًا للشعب المصري بعد وفاته ‏أو ‏حين يغادر مصر نهائيًا.
وافقت اللجنة وربط أندرسون بين البيتين، ووضع كل القطع الأثرية التي تمكن من جمعها.
وأقام أندرسون في المنزل مع سليمان الكريتلي، وهو خادم عجوز كان يخدم السيدة الكريتلية، وأصبح الرجلين أصدقاء.
وحكى سليمان الكثير من أساطير المنزل وأهمها «البئر المسحور» وهو بئر موجود في المنزل لو نظر إليه العاشق وتمنى رؤية محبوبة انعكست صورة الحبيب على مياه البئر.
والأسطورة الثانية هي إن تم بناء البيت بأمر من ملك الجن
ومن خلال هذه الحكايات ألف أندرسون كتاباً، أسماه “أساطير بيت الكريتلية”، ونشره في لندن ليحقق به نجاحاً كبيراً.
وفي عام 1945 توفي أندرسون في إنجلترا، وتسلمت الحكومة المصرية البيتين بكل محتوياتهم الأثرية وأطلق عليه «متحف أندرسون»
وشهد المتحف تصوير العديد من الأفلام، منها ثلاثية نجيب محفوظ، ثم أصبحت شهرته عالمية، ليشهد أيضاً تصوير مشاهد من سلسلة جيمس بوند.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى