د. محمد كامل الباز يكتب : شقة تمليك
جلست أتأمل معدلات الزواج على مر السنين الأخيرة، طبيعة الحياة الإجتماعية، كل ما يخص الارتباط الأسرى وتكوين بيت جديد، وجدت شيئا هاماً وعامل مشترك فى معظم الزيجات يحدد معالم تلك الحياة ويتحكم فى معالمها.. بل من الممكن أن يمنع قيامها من الأساس ذلك العامل المحورى والعمود المسلح الذى لا يمكن الاستغناء عنه هو الشقة التمليك، عربون دخول أى شاب للزواج يكاد يكون أهم من الشخص نفسه ومن مؤهلاته، لا يستقيم أن يتقدم شاب لفتاه وهو يفتقد هذا العنصر.
ما سر تمسك جميع الأسر بالشقة التمليك؟
يرجِع هذا الأب أنها أمان لبنته وضمان لاستقرار دائم حتى لو لم يكن هذا الشاب أهل لذلك.. تضيف الأم، من المستحيل أن تتزوج ابنتى فى إيجار ماذا يقول الأهل والجيران!! هل وجود مسكن دائم هو ضمان لأي شخص لسعادة ابنته ؟ أو لفكرة الأمان عامة فى الدنيا ؟، بالتالى على اى شاب او أسرة تفتقد هذا المسكن الدائم وتعيش فى إيجار أن تراجع نفسها وتحاول بأى طريقة أن تحصل على الشقة التمليك كى تطمئن على المستقبل!! .
نسى الكثير من الناس أن حياته من الممكن أن تنتهى فى كسر من الثانية، وينتهي معها كل شيء كل أهدافه فى الدنيا وممتلكاته لتذهب لورثته، فى لحظة لا تعادل شرب كوب من الماء من الممكن أن تفقد تلك الشقة التمليك لتدخل فى عالم آخر عالم به الخلود الحقيقى، إن الشقة التمليك ليست بمسكن يظل معك طيلة حياتك التي لا تعرف متي سنتهي، ربما كتبت عقد شقتك التمليك التى تخطط لها وتموت قبل دخولك للشقة من الأساس، إن الشقة التمليك التى تبقي لك للابد هى أعمالك الصالحة صلاتك بر للوالدين حرصك على فعل شيء ينفع الناس ويظل بمثابة صدقة جارية لك بعد مماتك هنا أنت من أرباب التمليك حيث أن مكانك فى الجنة هو التمليك الحقيقي مكان لن تبرحه أبدا ولن يمنعك عنه فراق أو موت، مكان لن يذهب لورثتك، أو تفقده بحكم محكمة أو قرار إزالة، مكان دائم لك بدون أى مفاجآت أو مفارقات، العمل الصالح يا عزيزى هو ما سيبقى لك ولن ينتزعه أحد منك أو يورثه، فليفهم المرء أن كل ما يزرعه فى دنياه من أفعال ترضى الله وتنفع الناس.. هي بالفعل الشقة التمليك أما دون ذلك فأنت فى إيجار قصير المدة حتي لو تملكت المئات من الشقق.