قصاصات فكرية
بقلم / عزت سمير
رئيس محكمة الجنايات
إن الحق والعدل والصدق والرحمة والكرم والإخلاص ، إنما هم من أنبل وأطهر وأنقي وأطيب ما يمكن أن يتحلي به الإنسان ، كل إنسان ، من صفات وخصال نبيلة صفية خالصة لكي يعيش ويحيا بين الخلائق في سعادة وهناء إلي أن يبشر بجنة السماء.. ولكن ….
ولكن كيف للمرء أن يمتلك زمام تلك الطيبات من الصفات أمام كل تلك الموبقات من العادات القميئة لهؤلاء الخلائق مفتقدي المروءة والشهامة والطبائع الكريمة الأصيلة؟
فكيف تتمكن من مكارم تلك الخصال وأنت في دوام الرؤية لمن أهان زوجته وشح علي حال أسرته وأكل مال أجيره وطعن في حق قريبه وشهد زوراً في حال غيره وادعي كذباً في عرض أخيه وأساء قولاً بلسان معاملاته وطمع فيما لم يرزق بمناله وأبصر حسداً في أقوات أمثاله من بني الإنسان واللذين أكرمهم الله من فيض عطائه ،،، نعم أردد كيف للمرء أن يمتلك الصمود ليحتفظ بزمام تلك الفضائل أمام كل هذه الموبقات من فعل نفوس الأشرار التي تحيط به مما تجعله عرضة للإنهيار.
ومن هنا يمكنني أن أسترسل مطمئناً للنفوس بأن الإجابة لذلك السؤال والجواب لحل تلك المعضلة موجود ، بل ومطروح وقائم أمام الجميع ، أمامنا جميعاً طيلة الوقت ومرافقاً لنا في كل مقام وكل أوان ، ولكنه التغافل والتناسي والإنشغال الذي يحيط بالبعض فيجعله لا يجيد الرؤية للحل والجواب ،،،
نعم أيها الكرام إنه الإخلاص.. تلك الفضيلة الحاضرة في نفوس الأنقياء الأتقياء ، والغائبة عن طبائع أصحاب المآرب والأغراض ،،، فكلما حضرت تلك الفضيلة ، كلما كان الإنسان علي مقدرة من المقاومة أمام كل ما يراه من موبقات ، بل ويزيد بأن يعيش ويحيا راضياً مستمتعاً في أنعم الله وفضله بعيداً عن ما يحياه الآخرون من منغصات .
وفي الختام أقول هنيئاً لطيب النفس كريم الخصال أصيل الطباع لما ناله من راحة النفس والروح والبدن من ثواب محاسن تلك الفضائل.. وصيف سعيد علي أحبائي .
















