900
900
مقالات

حكاية عشق الخديوي إسماعيل و «أوجيني» إمبراطورة فرنسا.. وكيف بنى «حديقة الأسماك» هدية لها

900
900

بقلم / ياسمين عبده

شهدت حديقة الأسماك التي تقع في حي الزمالك بالقاهرة، على واحدة من أكبر قصص الحب في التاريخ الحديث، ليكون سبب إنشاء أجمل حديقة على النيل هو هدية الحبيب لحبيبته، أو «الخديوي» و «ملكة فرنسا»
مؤسس حديقة الأسماك هو الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا.
أرسله والده وهو في سن الرابعة عشر إلى فيينا عاصمة النمسا، لكي يعالج من إصابته برمد صديدي، وأيضاً لاستكمال تعليمه، بقي في فيينا لمدة عامين، ثم التحق بالبعثة المصرية الخامسة المسافرة إلى باريس لينتظم في دراسته بفرنسا.
شاهد إسماعيل أجمل فتاة فرنسية «أوجيني»، تعلق بها بشدة وبادلته نفس الشعور، وبسبب الظروف السياسية والإجتماعية الغير مستقرة بالإضافة إلى إنتهاء فترة إسماعيل في باريس كان لابد من عودته مع باقي البعثة التعليمة إلى مصر، ولم ينسى كل منهما الآخر.
تزوج إسماعيل، وتقلد العديد من المناصب حتى أصبح «خديوي مصر».
كما تزوجت الجميلة “أوجيني” زواجاً تقليدياً من الإمبراطور الفرنسي «نابليون الثالث»
في عهد الخديوي إسماعيل وبالتحديد في 17 نوفمبر 1869 تم الانتهاء من حفر قناة السويس،وبدأت مراسم الإستعداد لإقامة حفل عالمي ليس له مثيل يتكلم عنه العالم أجمع.
سافر الخديوي إسماعيل إلى أوروبا لدعوة الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال السياسة والعلم والأدب والفن لحضور حفل إفتتاح «قناة السويس»، وكان الأهم بالنسبة له دعوة حبيبته السابقة، الإمبراطورة الفرنسية “أوجيني”، التي أكدت له أنها ستأتي إلى مصر قبل حفل الافتتاح بوقت كافي للإستمتاع بالزيارة.
ترك الخديوي لمساعديه متابعة الاستعدادات النهائية لحفل إفتتاح قناة السويس، وأهتم هو بالتفكير في هدية مناسبة لحبيته “أوجيني”.
بعد تفكير في هدية مناسبة قرر الخديوي شراء جزيرة كاملة تقع على النيل لإنشاء قصر لم يسبق له مثيل، «قصر الجزيرة الذي عُرف فيما بعد بإسم قصر عمر الخيام الذي أصبح حاليًا فندق الماريوت بالزمالك المُطل على النيل»، استدعى المعماريين من أوروبا، وصنع لها داخل القصر غرفة نوم كاملة من الذهب الخالص، تتصدرها ياقوتة حمراء نقشت حولها بالفرنسية عبارة تقول «ستظل عيني معجبة بك إلى الأبد».
لم يكتفي الخديوي إسماعيل ببناء القصر، بل قرر إنشاء حديقة لا مثيل لها في العالم، وطلب من مدير متنزهات باريس إحضار أفضل الخبراء لتصميم الحديقة لتكون على شكل جبلاية واستخدم الخبراء الطين الأسواني والرمل الأحمر في بنائها، بالإضافة للطوب المصنوع من خليط من الطين الأسواني والمواد الداعمة الصلبة لإنشاء تكوينات معمارية على هيئة خياشيم الأسماك.
أصبحت الحديقة في منتهى الروعة والجمال، وأطلق عليها “حديقة الجبلاية”، وعرُفت فيما بعد بإسم «حديقة الأسماك» أو «حديقة العشاق».
جاءت «أوجيني» إلى مصر كما وعدت الخديوي إسماعيل قبل ثلاثة أسابيع من حفل افتتاح قناة السويس، دون الإمبراطور الفرنسي الذي كان مشغولًا بالظروف السياسية التي تمر بها فرنسا بسبب الصراعات والحرب مع روسيا.
بالغ الخديوي إسماعيل في الاحتفاء بالإمبراطورة، حيث قالت أوجيني «لم أر في حياتي أجمل ولا أروع من هذا الحفل الشرفي العظيم.. أشعر أنني في الجنة»
توفى الخديوي إسماعيل ولم تنسى أوجيني حبها في مصر حتى بعد وفاته، زارت مصر أكثر من مرة بداية من عام 1905 واستمرت زياراتها السنوية إلى مصر.
وكانت آخر زيارة للإمبراطورة إلى مصر وهي متنكرة في زى بسيط وأقامت لعدة أيام في فندق «سافوي» في بورسعيد، ورغم كبر سنها تركت بورسعيد وتوجهت في زيارة إلى محافظة القاهرة حيث ذكرياتها الجميلة، وعندما شاهدها الشاعر الكبير حافظ إبراهيم قال فيها كلمات من الشعر قائلًا، «ولقد زانك المشيبُ بتاجٍ لا يُدانيهِ فى الجلال مُدانٍ»
كما توجهت أوجيني إلى “قصر الحزيرة” أو “الماريوت”.
توفيت الإمبراطورة وبقيت «حديقة الأسماك» شاهدة على أجمل قصة حب.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى