بقلم / داليا عزت
بائسة تلك الأم التى اختبرت فى وليدها بالأعاقة ، مااشق على قلبها رؤية صغيرها ينمو جسديا ، وتنمو معه الأعاقة ،تحشد ضعفها كحزمة من اعواد الخوص الهش ، تحمل جسده المتصلب كجزع شجرة ضخم، تسير نحو بصيص من نور الأمل الى جلسات التخاطب والحركة ، عله ينطق بضعة احرف اوينطلق زحفا مشوار شاق تكرره مالايقل عن ثلاث ايام بالأسبوع ، تنتقل من مواصلة الى اخرى صعودا ونزولا وهى حاملة ابنها تتصبب عرقا صيفا اوشتاء، اغلبهن لايملكون حق سيارة اجرة تغنيهم عن نفور السائقين من الوقوف والاخذ بيدها وبحملها ، وكأن المرض مقرون بالفقر ، كثيرات منهم اصيبن بانزلاق فقرات الظهر او العنق ، ولما لا والحمل ثقيل وهى وحدها بينما زوجها ان وجد تراه يلهث وراء لقمة العيش والعمل لتوفير مصاريف الجلسات .
هذا المشهد الأليم يدفعنى لطرح مبادرة (شيل عنها)لكل فرد يمتلك سيارة وساقة القدر لمجاورة هذه الام بالشارع او الحى الذى يقنط به ان يبادر بتوصيلها وتوصيل نجلها الى مراكز الحركة ، ويرحمها من هذا العناء الذى كتب عليها قد تكون هذه المسافة التى تقطعها بسيارتك طريقك للجنة .