موعد مع القدر
بقلم / محمد حسين
في طريق البحث عن ذاتك وطموحاتك واحلامك تستوفقك محطات من الفرح والحزن والخيبه ..وكل ما تصادفه سيقويك لتنهض من جديد لتكمل دروبك ….
كان الخوف هو سيد الموقف الخوف من المجهول …كان حسام يعلم يقينا أنه سيتم ترحيله ومن معه للبلد الذي بدأ منه مسيرته ….. وبعد بعض الوقت كانت سيارة البوليس تحمل حسام ومن معه …إلى أن وصلوا لصالة كبيرة فيها جمع غفير من المهاجرين الغير الشرعيين ،من عدة بلادان عربية وافريقية … ووسط هذا التعب المضني والخوف من المستقبل القريب إستغرق حسام وكريم وحنان بنوم عميق غارقين بأحلامهم أو بالأحرى بكوابيس مرهقه كانت نتيجه حتميه لما كابدوه من مشقه …..
في الصباح الباكر إستيقظ حسام على صوت أحد الأشخاص …. كانت الأصوات تتعالى معلنة أنه سيتم ترحيل الجميع وليتوجهوا نحو الباب لكي يلتقطوا لهم بعض الصور ويدونوا بياناتهم …وليتوجهوا بعدها لركوب حافلات كبيرة حملتهم لكي يتم ترحيلهم …
لم يكن حسام في قرارة نفسه يود الرجوع لخط البداية من جديد … وأخبر حنان بما يدور في خلده لتوافقه الرأي لأنها قالت أنها متأكدة أنها ستجد أهلها في بلغاريا حيث أقاربهم الذين ما زالت تحفظ عنوانهم ….
وفي خضم هذه الأحاديث وتراكم الأفكار تعطلت الحافلة فنزل السائق ومن معه على عجل لفحص محركها ….
عندها إستغل بعض الأشخاص الإفريقيين الموقف وقاموا بالنزول والهروب نحو الغابه ليقوم من كانوا يحرسون الحافلة باللحاق بهم …هنا إستغل حسام الموقف وأشار لكريم وحنان باللحاق به …. وبالفعل استطاعوا إستغلال الموقف والهروب وسط الأشجار الكثيفه على جانب الطريق واستطاعوا الخلاص من براثن محتجزيهم ….
كان حسام قد حدد مسيرته وعرف الى أين سيتجه ليصل للحدود مع /صربيا / وبالفعل استطاعوا الوصول إلى الحدود وأجتيازها … وفي الأراضي الصربيه صادفوا في طريقهم بعض العائلات من المهاجرين على شكل مجموعه صغيره ….رحبت بهم تلك المجموعه لينضموا لهم ….وجد حسام بعض الراحة والأمان وسط هؤلاء الباحثين عن آمالهم وأمانيهم وأحلامهم ….
توالت الأيام والليالي وطال المسير ولم يكن يؤنس وحشه الطريق بالنسبه لحسام إلا أحاديثه الطويلة مع حنان التي ولدت في قلبها مشاعر جديدة لم تطرق باب احاسيسها سابقا … وكان الحب قد تملك كيان حسام وسيطر على كل احاسيسه ..ولكنه لم يستطع البوح بما يجول بين جوارحه …خوفا من ان يساء فهمه من قبل حنان ..وخوفا من ان يتهم بإستغلال الموقف ..وإحتراما لما تعيشه من حزن وفراق على افراد عائلتها الذي كان مصيرهم مجهولا..وترك الامر للقدر عله يحمل بين طياته مفاجآت جديدة تغير ما يكابدونه من مشقة وعذاب ووسط هذا الهذيان بين الحقيقة والخيال لاحت لهم الأراضي البلغاريه من بعيد وبدأ الأمل يتسلل لأنفسهم ليحملهم نحو مساكن الأمل والراحه من جديد .
يتبع………