حكاية شارع «تحت الربع»
كتبت/ ياسمين عبده
يعتبر شارع “تحت الربع” الذي يقع بين ميدان باب الخلق وباب زويلة بمحافظة القاهرة، من أهم شوارع القاهرة التاريخية، وتميز بكونه حارة موازية للسور الجنوبي لمدينة القاهرة الفاطمية.
بني شارع “تحت الربع” وقت إنشاء القاهرة على يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي عام 358ه ليكون سكنا لعساكر البربر والسودان خارج أبواب القاهرة خصوصًا باب زويلة.
سمي في العصر المملوكي بحارة السودان، وفي عهد الظاهر بيبرس تم تطوير الربع وتقسيم المساحة المحيطة به وذلك بعد أن شب فيه حريق عام 1221 م وعرف بخط تحت الربع وكان ربعا كبيرا يشتمل على 120 مسكنا، كما أنشأ ربعًا آخر لم يبقَ منه شيء حاليًا، كان يقع بين باب زويلة وباب الفرج.
وجاءت تسمية الشارع بهذا الاسم بسبب بناء “قيسارية” وهي عبارة عن بوابة صغيرة أسفل كل منزل ، وكانت تعرف ببوابة الفقراء، لدخول وخروج الناس إلى القاهرة الفاطمية، لهذا أطلق على الشارع اسم تحت الربع.
ولم يكن للربع سوى مدخل واحد للجميع ويصعد إلى الطابق العلوي بواسطة سلم يوصل إلى دهليز طويل تطل عليه المساكن، ولا تؤجر هذه المساكن المؤثثة ولا يسمح للأغراب باستئجار مسكن من الربع، ولكن يسمح له بذلك من كان منهم مع أسرته.
واشتهر “تحت الربع” بأنه من أهم المناطق التجارية في القاهرة، وتميز بتجارة فوانيس رمضان، وبرغم ما لحق الشارع من عمليات تطوير كثيرة وتحديثات كبيرة، على أنه مازال محتفظًا بمعالمه وملامحه التاريخية الفريدة، وما يتمتع به من فنون في العمارة والتي كانت تعبر عن مرحلة مهمة من تاريخ مصر.
