حنان البشلاوي تكتب : ثلاث قوى سببا في الوجود الإسرائيلي المؤقت بفلسطين
قال تعالى( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ٠٠فهزموهم باذن الله وقتل داوود
جالوت وأتاه الله الملك والحكمه وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين ) صدق
الله العظيم سورة البقره الآيه ٢٥٠ قال تعالى( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) صدق الله العظيم
فلسطين عربيه ٠٠٠حقيقه تاريخيه أعترف بها المحتل البغيض المتوحش قبل اصحاب الأرض ٠٠هذه الحقيقه حاربتها الصهيونيه بكل انواع الأسلحة ٠٠السلاح العسكري والسلاح الفكري والاقتصادي بلا رحمه وبلا هواده ٠٠٠وحينما التقت أغراض الصهيونيه مع مقاصد الاستعمار إنتهزت إسرائيل دعم الدول الاستعمارية الكبرى لها واحتلت أرضا لم تكن حقا لها ولم تكتف بذلك بل استطاعت باستغلال نفوذها لتصل لهدفها وهو التطبيع وإنتزاع ما تريد بالقوه.. فقتلت وأبادت وحرقت وهدمت وشردت
واغتصبت.
فلسطين قضيه ليست كأي قضيه فهي من قضايا الوجود الانساني تؤرق فكرنا وشعورنا ٠٠٠ في قلوبنا وأمام أعيننا نراها ببصرنا.
وبيصرتنا ٠٠٠لن نتنازل عنها مهما تعاقب الليل والنهار ومهما طال الزمان لن ينتصر العدو الإسرائيلي٠٠٠ و مهما طالت مدة الاحتلال سيأتي من يحررها ٠٠٠القدس مقبرة الغزاة حقيقه اكدها التاريخ٠٠٠ العدو الإسرائيلي ليس هو المحتل الاول للقدس بل هناك من سبقوه لغزو هذه الأرض الطيبة.. ولم يكتب لهم البقاء ٠٠كامثال الصليبيين الذين انتصر عليهم صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين عام ١١٨٧ واسترد بيت المقدس والحق بالصليبين خسائر جسيمة ٠
وشجرة الدر التي لعبت دورا تاريخيا نادرا اثناء الحمله الصليبية السابعه علي مصر ٠٠حيث انها استماتت في الدفاع عن بيت المقدس ورفضت تسليمه ل لويس قائد الحمله الصليبية الذي سرعان ما وقع اسيرا وسجنته شجر الدر في دار إبن لقمان وابادت جنوده وجعلتهم رمم سابحه في الدماء ٠
فلسطين وكل الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل هم ضحايا لثلاث قوى منهم من كان سببا مباشرا ومنهم من كان سببا غير مباشر للوجود الاسرائيلي المؤقت في فلسطين ووضعها تحت الانتداب البريطاني بموجب قرارات مؤتمر سان ريمو عام ١٩٢٠ بعد صدور وعد بلفور عام ١٩١٧ الذي وصف بأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق ٠٠٠٠وهجرة عصابات اليهود للأراضي الفلسطينيه٠٠
أول هذه قوى الحمله الفرنسيه على مصر في عام ١٧٩٨ ٠٠والقوى الثانيه تولي محمد علي ولاية مصر عام ١٨٠٥ وتوسعاته التي اربكت إنجلترا ٠٠والقوى الثالثه ٠٠طموحات الشريف حسين بن على التوسعيه وابنه الأمير فيصل ٠٠٠هؤلاء القوى الثلاث هم سبب الخراب والدمار والاباده التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وما يحدث للأرض العربيه من استعمار واغتصاب على مرآى ومسمع من المجتمع الدولي.
الحمله الفرنسيه على مصر ١٧٩٨ كانت هى بداية الاستعمار الأوروبي في الوطن العربي سببا مباشرا في لفت أنظار إنجلترا لمصر وبلاد الشرق وسببا في وجودها بالمنطقة العربيه وتقسيمها ودار الصراع التقليدي في المنطقه بين الدول الكبرى إنجلترا وفرنسا وروسيا النمسا ألمانيا ٠
و جود فرنسا في المنطقه جعل إنجلترا تشكك في نيتها وفي توسعاتها خلال القرن التاسع عشر ٠٠٠في عام ١٨٣٠ استعمرت فرنسا الجزائر٠٠وتونس عام ١٨٨١ ٠٠٠والحماية الفرنسية على مراكش ( المغرب) عام ١٩١٢ ٠٠٠وخلال فترة استعمار فرنسا لتونس الجزائر والمغرب حاولت محو الشخصيه العربية والإسلامية ولكنها فشلت بفضل جهود زعماء هذه الدول في الحفاظ على هويتها العربيه والاسلاميه٠٠واساليبها في استغلال موارد هذه الدول لخدمة فرنسا٠٠حيث أن إنجلترا كانت أكثر الدول معارضه للحمايه الفرنسيه على تونس والجزائر والمغرب فحدث الاتفاق الودي بين إنجلترا وفرنسا عام ١٩٠٤ الذي بمقتضاه أن تطلق إنجلترا يد فرنسا في مراكش مقابل أن تطلق انجلترا يدها في مصر ترتب على هذا انفرادها بمصر وانتهزت الفرصه في إنهاء السيادة العثمانيه عليها بعد دخولها في حرب ضد الدوله العثمانيه وفرضت الحمايه البريطانيه عام ١٩١٤ وكان هذا التاريخ هو تاريخ احتلال مصر رسميا..
ومنذ هذا التاريخ فقد الشعب المصري حريته ونفسه مملوءه بما
يعنيها ويضنيها جراء حكم ظالم مستبد يكشف حقيقة الدول الاستعماريه التي تتمنى انهاء الوجود الانساني العربي تماما بأي طريقه كانت.. حيث ان ضعف العرب وتفككهم خدم إنجلترا وامريكا في تحقيق كل مخططاتهم٠٠٠٠٠تزامن ذلك مع التوسعات السياسيه للحسين بن علي شريف مكه وملك الحجاز في شبه الجزيره العربيه وطموحاته التي تصدت لها إنجلترا ٠٠ورفضت كل مطالبه حينما علمت برغبته في تولي الخلافة الاسلاميه٠ ونجاحه في إسقاط الدوله العثمانيه وإعلانه الدوله العربيه الكبرى وسعيه الحثيث للحصول على استقلال البلاد العربيه الذي نادى به في مؤتمر الصلح بباريس وإقامة دوله عربيه تضم العراق وسوريا وشبه الجزيرة العربية.. بالاضافه الى انتصارات ابنه الأمير فيصل الذي نجح في دخول القدس ودمشق وحلب وحمص وحماة ٠٠٠وهذا التفوق لم تسمح به إنجلترا التي كانت تنوي إقامة وطن قومي لليهود بتصريح وعد بلفور وتهجير اليهود للأراضي الفلسطينيه فكان طبيعيا حرمان الأمير فيصل من كل انتصاراته التي تعوق مشروع إنجلترا التوسعي على حساب اصحاب الحق الأبرياء المستضعفين ٠٠٠لذا لم تستكين إنجلترا وعارضت مشروعه التوسعي بشده الذي يمثل تهديد لمصالحها في المنطقه فكان طبيعيا أن أن تواجه مطلبه بكل صلابه حتى لا يتكرر محمد علي آخر٠٠ ونتيجة لانتصارات الأمير فيصل قررت إنجلترا القضا ء عليه فتكشفت مؤامره بين إنجلترا وفرنسا بتقسيم الهلال الخصيب سوريا والعراق ٠٠٠من خلال إتفاقية سايكس بيكو عام ١٩١٦ ٠٠التي تضمنت إقامة نظام دولي في فلسطين وتقسيم المنطقه العربيه بين العراق والشام إلى مناطق نفوذ ٠٠
وفي عام ١٩٢٠ في مؤتمر سان ريمو حدث تعديل لبعض بنود إتفاقية سايكس بيكو بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني وذلك على اثر وعد بلفور ١٩١٧ الذي يعد اليهود بإقامة وطن لهم في فلسطين وهذا للارتباط الوثيق بين مصالح الصهيونية وبريطانيا الذي سرعان ما تبخر هذا الارتباط بظهور أمريكا والاتحاد السوفيتي واعترافهما بدولة إسرائيل ٠٠في الوقت الذي كان الشريف حسين يحرز انتصارات على الدوله العثمانيه ونجح في تصفيتهم .. كانت إنجلترا تدعم عبدالعزيز آل سعود في الرياض لرفضه الدوله العثمانيه أيضا ممثله للدوله الاسلاميه وهذا ما ايدته انجلترا
لذلك عقد إتفاقية دارين مع إنجلترا عام ١٩١٥ ٠٠٠واتفاقيات مع الإدريسي حاكم وحكام عمان ومشايخ الساحل( الامارات حاليا)وذلك تمهيدا للدخول في مواجهه عسكريه مع قوات الشريف حسين وكانت أول مواجهه حدثت بينهما كانت في عام ١٩١٩ عند تربه ولم يكتف عبد العزيز آل سعود بذلك بل زاد في توسعاته حتى ضم حائل والطائف واستولى على مدن الحجاز واحده تلو الأخرى مما اضطر الشريف حسين لمغادرة الحجاز٠٠٠ وأصبح عبدالعزيز آل سعود ملك الحجاز وسلطان نجد وفي النهايه كتب النصر لعبدالعزيز آل سعود بدعم من إنجلترا الذي دعمته وساندته حتى انتصر علي الشريف حسين وانتهت قصته للأبد.. وبدأت قصة آل سعود ٠ واستمرت حتى يومنا هذا٠٠٠ وبذلك وضع فلسطين
تحت الانتداب البريطاني الهدف الذي سعت له إنجلترا حتي تسمح لليهود بتنفيذ وعد بلفور والسماح بتهجير اليهود للأراضي الفلسطينيه كان سببه أولا ٠٠٠ الحمله الفرنسيه على مصر ٠٠٠٠وثانيا المشروع التوسعي للشريف حسين وابنه الأمير فيصل كان سببا في وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني ٠٠٠وسببا في دعم بريطانيا لعبدالعزيز آل سعود حتى انتصر على الشريف حسين وأصبح ملك للحجاز ومؤسس الدوله.
وللمقال بقية عن القوى الثالثه التي كانت سببا في الوجود الإسرائيلي في فلسطين العربيه.