رجب هلال حميدة يكتب : أين المتشدقون بحقوق الإنسان من المحارق الإسرائيلية؟
مرّ عام على ذكرى الحرب على غزة، التي بدأت في الثامن من أكتوبر العام الماضي، شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم ذلك، لم يتحرك العالم المتشدق بحقوق الإنسان لوقف هذه المحارق الصهيونية.
هذا الاحتلال المجرم تجاهل كل المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
فالإبادة هي هدفه؛ يقصف المنازل والمستشفيات، يستهدف الأطقم الطبية، ينتهك حرمة النساء، يعذب الأسرى، ويمنع وصول الغذاء، ما أدى إلى انتشار المجاعة.
هذه الحرب غير المتكافئة تستهدف المدنيين العزل أمام قوات مدججة بالدبابات والصواريخ والأسلحة المحرمة دوليًا، وسط صمت العالم ودعم بعض القوى الدولية للاحتلال.
في ذكرى هذه المجازر الجماعية وحرب الإبادة، تتسع أهداف إسرائيل لتشمل لبنان وغيرها، حيث يتم قصف بيروت وجنوبها، وتدمير المناطق السكنية، ما يسفر عن آلاف الشهداء والجرحى، فضلًا عن نزوح آلاف الأشخاص من قرية إلى قرية.
الفئات التي لم تكن طرفًا في الحرب تشمل النساء، الأطفال، والشيوخ العزل من الشعوب العربية في فلسطين ولبنان، الذين يدفعون ثمن جرائم المعتدي.
في قطاع غزة، ونتيجة للإبادة المستمرة من قبل المحتل الإسرائيلي، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشدة، فالعديد من النساء والأطفال يعانون من فقدان الأهل، المنازل، والموارد المحدودة، ويعيشون في قلق مستمر.
كما أسفر القصف المستمر، وسيطرة المحتل على المعابر، عن إعاقة وصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين.
وفي لبنان، الذي يستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود، يعيش هؤلاء في ظروف صعبة داخل المخيمات. وجاء قصف بيروت ليخلف مئات الجرحى والشهداء.
يعاني لبنان من أزمات اقتصادية منذ سنوات، وزاد الوضع سوءًا مع تزايد أعداد النازحين اللبنانيين، الذين يواجهون صعوبات في الحصول على المساعدات الإنسانية.
النساء النازحات هن الفئة الأكثر معاناة، حيث يتحملن العبء الأكبر في تأمين احتياجات الأسر، مما يعرضهن لمخاطر متعددة.
النساء النازحات في فلسطين ولبنان يواجهن تحديات متزايدة تتعلق بالسلامة، الأمن، الصحة النفسية، واحتياجاتهن اليومية.
على العالم أن يتحرك بسرعة لإرسال قوافل المساعدات الغذائية والطبية، التي تشمل الأطقم الطبية والمعدات اللازمة للمستشفيات، بالإضافة إلى الخيام والأغطية، خاصة أن موسم الشتاء على الأبواب، ما يهدد حياة الملايين ممن تهدمت بيوتهم بانتشار الأمراض والأوبئة الشتوية.
لابد من تحرك عاجل لإلزام إسرائيل بوقف هذه الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية.