بيتي بارد والليل كائن مجنون يحتاج الى نور واحد يضع فيه بيوضه كي تنام الريح التي تصفر في رأسي
الواحدة والنصف ليلا
تعال لأشعل لك نارا جذورها في السماء
فمها الصغير يتغذى على وهجي
هل سألت نفسك عن عمر الخمسين؟
بالكاد أمسك أصبع قدمه الصغير
وجهي مرفوع
بفم مفتوح تتطاير منه الفراشات انظر الى قامته
كل شيء فيني يرتجف
أيها الرجل الكثير
تعال
سأشعل لأجلك نارا من فتنة الليل
نجلس معا حولها
نراقب وعينا الأول
فمي مفتوح تتطاير منه الفراشات
عيناك تسبحان في الملكوت
روح الروح
البيت بارد
الليل كائن مجنون
والنار أكثر خفة من اللغة وأعمق
في هسيسها تغتسل النساء من حيضهن الأول
بينما يمر الزمن على هيئة زهرتين
واحدة في قلب حبيبي
الثانية تجعيده صغيرة في زاوية فم امرأة مجنونة
بالكاد تمسك بأصابع الخمسين
وجهها مرفوع
مرفوع روح الروح
من فمها تتطاير بضع فراشات وحنين كثير
بيتي بارد
طفلتي تعاني من ألم في بطنها
تقول ان شيء ما يشعل حربا في جوفها
ان الأنسان كائن عجيب قوي لدرجة مرعبة
يمكن لبكتيريا صغيرة تسبح في البطن ان تحول حياته لجحيم
بيتي بارد والعصا التي التقطها من الطريق اليوم تكلمت معي ساعة كاملة
كانت رقيقة لدرجة أنى ضممتها الى صدري وقبلتها
شعرت نحوها بحب عجيب
عدت بها الى البيت
ها هي تنام بجانبي في السرير
غدا سأجمع لك أكواز الصنوبر
الأوراق المترامية على حافة الطريق
سأسرق اللمبة الصفراء التي تهتز طويلا قبل ان تنطفئ
و الخواتم التي سقطت من أصابع نساء يركضن مع الغروب نحو المستحيل
سأسرق جنون الظلام واحشو وسادتك الفارغة بجانبي بالحكايا
غدا
غدا حبيبي
سأجمع لأجلك كل أشجار الدهشة التي سقطت قبل ان يصل الحب
ثم اضع كل ما جمعته بجانب العصا
برقة متناهية اشعل نارا لليل
اسند رأسه الصغير بيدي ثم أغني
من أجل هذا النور جئت
لأجل هذا الانتظار خلقت
ليعرف الشتاء ان البرد يأتي من الداخل
ان الحب فقط
يلقي الألفة بين جسد امرأة والنار وغيابك
بيتي بارد
الليل كائن مجنون
و أنا( مشتاقتلك).
