بداية جديدة / إحنا رايحين على فين ..؟؟
بقلم / فاطمة مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية
زادت فى الفترة الاخيرة معدلات الجريمة بكل اشكالها من قتل و سرقة و اغتصاب و نصب و احتيال ومعدلات انتحارمرعبة و بشعة و بطرق اكثر بشاعة ، انهارت كافة المعاييرالاخلاقية و اختلفت فى كل فئات المجتمع كل فئة لها معاييرها الخاصة و تشتت كل المبادئ و الاعراف و اصبحنا لا نفرق بين الخطأ و الصواب بل بالعكس ازدتنا سوءا اصبحنا نحلل الحرام و نحرم الحلال .. و خلقنا جيل مختلف تماما عن مجتمعنا الشرقى و تزايدت نسبة الطلاق فى الاسرة المصرية و تخلى كل من الاب و الام عن دورهم الاساسى و هى تربية الاولاد و اصبحنا نرى فى الشارع و المدرسة و النادى جيل لا يتفق تماما مع معايير الاخلاق والدين ، على الرغم من تقدم التكنولوجيا و اصبح العالم كله امامنا على شاشات متواجدة بين ايدينا نستطيع ان نحصل على اى معلومة بمجرد الضغط بلمسة واحدة الا اننا للاسف فشلنا فشل زريع فى التقدم اخلاقيا و تعليميا و دينيا و كلا منا يرى هذا التحول الغريب والمرعب وللاسف الامر بيزداد سوءا ومع ذلك الكل يتعمد الصمت الرهيب.. و ياتى هنا السؤال المهم لماذا كل هذا يحدث ؟ ما الذى حدث داخل المجتمع الشرقى؟ من المسئول عن هذا الخلل التربوى و الاخلاقى وايضا الدينى؟ هل كل فرد اى كان وضعه او مكانته او حتى منصبه سأل نفسه ماذا حدث ؟ نحن الان نحتاج ببساطة الى ما يسمى بى ( ثورة اخلاق ) يجتمع فيها كل علماء النفس و الاجتماع مع رجال الدين لاعادة و نشر القيم الاخلاقية مرة اخرى و تعاليم الدين اى كان اسلامى او مسيحي او حتى يهودى لان مبادئ الرسالات السماوية كلها واحدة تحث على الاخلاق الكريمة و التسامح والحب و الدعوة الى الخير و تجنب الاذى و الاحترام و البعد عن كل الجرائم بكل انواعها ، للاسف طغت الماديات على كل معاييرالاخلاق و اصبحنا نسمع و نرى كل يوم عن جرائم قتل و سرقة و حوادث لا يقدر عقل ان يستوعبها او حتى يتخيل حدوثها ، هل السبب وراء تفكك الاسرة هو البحث عن المال و الوجاهة الاجتماعية والوصول الى مستوى اعلى كل هذا ادى الى التفكك الاسرى حتى لو متواجدين فى منزل واحد لان التفكك و الانفصال الاسرى ليس معناه ان يحدث الطلاق و لكنه اصبح داخل البيت الواحد كل فرد يعيش عالمه الخاص به و افتقدنا لغة الحوار و التفاهم و الحب و ضاعت الاولاد بينهم و بين ما يمارسه فى الشارع و المدرسة و النادى .. هل نسينا او تنسينا معايرنا و اخلاقنا و اصبحت المادة هى لغة الحوار ام هناك سبب اخر؟ هل بعدنا عن القيم ومبادئ الدين الاسلامى جعل هذا الانهيار يزداد بل و بالعكس اصبح جزء كبير من المجتمع يرى ان الذى يحدث امر طبيعي و ليس موجود فى مجتمعنا فقط بل يحدث فى كل المجتمعات الاخرى ؟ ام اختلاف اجيال و تنشئة اجتماعية نتجت عن ما يسمى بالتحررو التقدم و لكنه ليس بتحرر انما هو انحلال فكرى قبل ما يكون انحلال اخلاقى او دينى .
نلاحظ فيما سبق اننا نحن المسئولين امام انفسنا وامام الله سبحانه و تعالى عن ما وصلنا اليه من تدهور اخلاقى .. يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع و كل راع مسئول عن رعيته ” ماذا فعلنا بانفسنا لكى يصل بينا الحال لما نحن عليه ، علينا مراجعة انفسنا مرة اخرى و الرجوع الى كتاب الله الكريم و سنه نبيه اشرف خلق الله و كل منا يقوم بدوره الاساسى و الهام داخل الاسرة ثم المجتمع من واجبات قبل ان يسال عن حقوقه للرجوع مرة اخرى الى مجتمعنا الشرقى السليم .. و اذا استطعنا ان نصل الى هذه النقطة و نعمل على دعمها بكل طرق التربية الصحيحة ويتكاتف فيها كل فئات المجتمع سوف نصل الى مؤشر ايجابى تكون نتيجته الوصول الى بر الامان ..عذرا الرجوع الى ” اخلاقنا ”
بداية جديدة تجعلنا ننسى كل الاحداث الغريبة على الاسرة المصريه و على مجتمعنا الذى انا و انتم نشئنا فيه على الاحترام و الاخلاق و الانسانية و مساعدة الضعيف لابد من اعادة و ترميم النفس البشرية من جديد فلقد تم اهلاكها بل و اغتيالها معنويا بكل الطرق و زادت و تشتت ما بين الوصول و الصراع على الماديات و ما بين السبب الرئيسى من وجودها الا و هو عبادة رب هذا الكون و تنفيذ ما امرنا به يقول الله سبحانه و تعالى ” و ما خلقت الانس و الجن الا ليعبدون و ما اريد منهم من رزق و ما اريد ان يطمعون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين ” واضحة و صريحة و مباشرة من فى ايده مفاتيح الكون ينبهك و يامرك بان وظيفتك فى الحياة انك تعبده هو وحده فقط و لا تتحمل عبأ الرزق نهائى و لا تقلق منه هو وعدك بانه الرزاق ، علينا من الان ان نتبع كلام الله الذى يبعث فى نفوسنا الطمأنينة و الامان لكى نستمتع بسلام نفسى و هدوء داخلى و استقرار داخل حياتنا و مستقبلنا و بالتاكيد كل ذلك سوف يكون له اثاره الايجابية على اولادنا و مستقبلهم الاخلاقى .
بداية جديدة ..