900
900
مقالات

ماذا بعد الموت وأين تذهب الروح؟

900
900

بقلم / د. محمود التطاوي

الروح هى سر الله الذى اودعه فى خلقه (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”)أن الخالق اختص أسرارها لنفسه، ولم يطلع أحدًا عليها، حتى أولئك الذين ارهقوا بحثا في كيوناتها ، ومحاولة معرفة سر أغوارها، لم يتوصلوا أبدًا إلى شئ،
الارواح اسراب فى ملكوت الله . تتعارف وتتٱلف مع بعضها البعض ولا يعلم سرها سوى من خلقها وحده . سبحانه القادر على كل شيئ .
ولكن يبقي السؤال هل تبقى الروح في الجسد بعد الموت أم تنتقل للسماء؟ نحن لا نملك إجابة يقينية حول هذا الأمر، وتبقى الاراء محل اجتهاد، لأن طبيعة الروح والموت وما بعده يقع في دائرة الغيبيات، التي هي من أسرار الخالق ولكنى حاولت الاجتهاد والتدبر بقدر ما استطعت
الروح بعد مغادرتها الجسم لا تنتقل إلى الجنة أو النار مباشرة بل إلى حياة البرز خ !!
وكلمة البرزخ أصلها فارسي وكان يستعملها العرب للتعبير عن مكان بين مكانين وقد استعملها القرآن عن مرحلة أو حياة بين حياتين… وفي ذلك يقول تعالى:(ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) فالبرزخ مرحلة بين الموت ويوم تقوم الساعة.
والعلم الحديث يتفق مع القرآن في وجود البرزخ ولكنه يطلق عليه اسم ( العالم الأثيري) وتصفه كتب العلم الحديث بأنه عبارة عن الفراغ الموجود بين الأرض وجميع السماوات المحيطة بنا… بما فيها الشمس والكواكب السيارة وبعد الاكتشافات المبهرة في عالم الذرة أضيف إليه الفراغ الموجود في داخل جميع الأجسام الصلبة وداخل الذرة نفسها… أي: بين البروتون والإلكترون، فالأرواح تعيش حرة طليقة في هذه الفراغات الهائلة لا يمنعها أي حاجز عادي وتستطيع أن تنفذ من داخل فراغات الذرة ولو كانت حائطاً من الصلب.
والروح تنتقل في عالم البرزخ بسرعة قدرها أحد علماء المسلمين المعاصرين بأنها خمسون مرة سرعة الضوء. فقد توصل احد علماء الفيزياء إلى معادلة حسابية من آيتين من القرآن الكريم:
الآية الأولى :
(يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ).ومعنى هذه الآية: أن المسافة التي يقطعها (الأمر الكوني) في زمن يوم أرضى تساوي في الحد والمقدار المسافة التي يقطعها القمر في مداره حول الأرض في زمن ألف سنة قمرية، وقوله: مما تعدون. أي: في الكون المشاهد لكم وفي الأمور الخاضعة لقياسكم ، وبحل هذه المعادلة القرآنية الأولى ينتج لنا سرعة 299792.5كم / ث مساوية تماماً لسرعة الضوء في الفراغ المعلنة دولياً، والمتفقة مع مبدأ اينشتاين.
أما الآية الثانية فتتحدث عن سرعة الروح والملائكة في عالم ـ (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ).ومعنى ذلك: أن سرعة الروح تساوي 299792.5 × 50 كم / ث والله أعلم.
فالروح في الإنسان هي نفخ من روح الله وطبيعتها من طبيعة الله.. فهي لا ترى بالعين البشرية؛ فالله تعالى يقول عن نفسه: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )
ومن الآيات التي حيرت المفسرين على مر العصور قوله تعالى (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع )
وقد فسرها بعضهم بأن المستقر هو الرحم الذي ينمو فيه الجنين والمستودع هو صلب الرجل أي: الخصية التي تمد الأرحام بالحيوانات المئوية.وهذا تفسير خاطئ؛ لأن الآية تتحدث عن الأنفس أي: الأرواح وليس الأجساد، وكثيراً ما يتحدث القرآن الكريم عن الروح بكلمة النفس.والتفسير الذي نراه أن المستقر هو جسم الإنسان الذي تستقر فيه الروح في الحياة الدنيا منذ أن تدخل في جسم الجنين وحتى وفاة الإنسان، أما المستودع فهو حياة البرزخ التي تنتقل إليها الأرواح كلها إلى أن يأتي يوم البعث فتبقى فيها الروح وديعة مع غيرها إلى أن تقوم الساعة.ومعناه: أنه لا توجد صلة بين روح الميت والقبر أو بينها وبين الجسد والأرواح تتفاوت في مستقرها في البرزخ أعظم التفاوت فمنها أرواح في أعلا عليين في الملأ الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين، ومنها أرواح في أسفل السافلين مع القتلة والعصاه والمشركين.
هكذا رأى رسول الله الأرواح ومنازلها في البرزخ ليلة الإسراء وبشر به.وأمرهم
والأرواح في البرزخ تتزاور بينها، كما أنها تسمع كلام الأحياء وتتأثر بدعواتهم الصالحة وتزورهم أينما كانوا
(ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) والرسول صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الموتى عند زيارته للمقابر… فيقول له الصحابة: يا رسول الله! أتخاطب جيفاً قد بليت. فيقول لهم: (لستم بأسمع لكلامي منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا).
رحم الله كل عزيز علي قلوبنا قد فارقنا والحقنا بهم علي خير وارزقنا و إياهم جنات النعيم…. اللهم ارح ارواحهم
ولكن يبقى السؤال وهل تستريح روح الإنسان قبل ان تغادر الجسد؟ مؤكد ستستريح حين تشعر بالحب ،ستنعم بالسلام مع النفس ستكون قريب من الحقيقة وكلما احببت وتعمقت فى حبك كلما ابتعدت كثيرا عن الزائفون.
..هذا والله اعلم فأن وفقت في شرح هذا فمن الله وان أخطأت فهو من نفسي ومن الشيطان ..

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى