امرنا الله عز وجل بالعمل … الاجتهاد و الاخلاص فيه لاعلى درجة و كل الاديان السماوية تنص ” ان العمل عبادة ” و اشرف خلق الله سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام كان يعمل ( راعى غنم ) وايضا بالتجارة فى مراحل عمره المختلفة و كل الرسل و الانبياء كانوا يشتغلون بمهن متعددة وهما ينشرون دعواتهم التى امرهم الله بها ….و من هنا استوقفتنى ملحوظة اثارت داخلى بعض الافكار هل العمل لمجرد الكسب المادى فقط و لكى تستمر الحياة و خلق جيل بعد جيل ام هناك سبب اخر ؟؟؟؟؟ الكون كله يعمل وفق نظام الهى منظم و مرتب يعجز الانسان وعقله فى تفسيره او حتى خلق جزء بسيط من هذا العمل المتقن …. وهنا يفرض السؤال نفسه مرة اخرى ما فائدة العمل بالنسبه للانسان تحديدا لدرجة ان رب الكون يامرنا به ؟؟؟؟
ان الاتقان فى العمل يؤدى بالضرورة الى النجاح و التفوق و هذا فى حد ذاته يجعل من الفرد انسان راضى عن نفسه و يشعر بسلام داخلى و سعادة تجعل منه انسان قادر على الاستمراريه فى الحياة بطريقة سليمة بمعنى اوضح و ابسط ان العمل ليس فقط من اجل الحصول على المال و استمرارية الحياة و لكن من اجل سلامة الصحة النفسية لدى الانسان .
العمل المقترن بالنجاح هو السلاح و العلاج السحرى لكل الامراض و الاوجاع و الصدمات التى تمر على الانسان …نجاحك فى ابسط الامور يزيد من ثقتك فى نفسك تشعر من خلالها بقيمتك الانسانية يزيد من وعيك و نضوجك و حكمتك و رجاحة عقلك و قدرتك فى الانتصار على ذاتك نفسها اذا تهاونت و كانت على حافة الانهيار.. العمل باتقان و النجاح فيه يقومها و يعدل من مصيرها و يادبها لكى تستطيع البدء من جديد ، و بث التفائل و الطاقة الايجابية و ارسال اشارات للعقل الواعى و اللا واعى لتحقيق ما تريده من انجاز و عمل يجعل منك انسان سوى داخليا و خارجيا …. و من هنا نستطيع ان نصل الى نتيجة واضحة عندما امرنا الله سبحانه و تعالى بالعمل ليس للمكاسب المادية فقط و لكن لمكاسب انسانية و تصحيح مسار و اعادة بناء نفسك مرة اخرى اذا تعرضت لى وعكة فى طريق مستقبلك ….ومن هنا نصل ايضا الى حقيقة اخرى و نقطة فاصلة و مهمة ان علاج الانسان الحقيقى موجود امامنا فى كلام الخالق ( القران الكريم ) و نصوص الله سبحانه و تعالى واضحة و صريحة تشفى صدورنا من كل حسرة او خذلان او وجع او حتى مرض عضوى يقول المولى عز و جل ” الا بذكر الله تطمئن القلوب ” .
قدس الله سبحانه و تعالى العمل باتقان و يوجد العديد من الاحاديث الشريفة التى تنص على ان العمل عبادة يقول الرسول صلى الله عليم و سلم ” ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ” ….نصل هنا الى نقطة اكثر اهمية ان الله قدس و امرنا امر مباشر ليس بالعمل فقط لكن باتقانه و الاخلاص فيه و هذا معناه ان النتيجة تاتى من الخالق عز و جل و بكل تاكيد سوف تكون ( النجاح ) واضحة و صريحة حيث عندما يامرنا رب الكون بشئ فلا جدال عليه او نقاش ان النتيجة سوف تكون ايجابية .
و من هنا نستطيع ان نربط بين العمل و اتقانه و النجاح فيه و صحتك النفسية و سلامك الداخلى و بين الخضوع و التقرب و الانصات و فهم صحيح لكتاب الله سبحانه و تعالى و هذا الربط يعتبر تفسير و توضيح كامل لمعنى العمل و النجاح و مدى انعكاس نتيجتهم الايجابية لاستقرارك النفسى و سلامك الداخلى و اذا استطعنا من هنا ان نرى و نفكر بان العمل و النجاح فيه و تدريب العقل على اتقانه و تنفيذه باعلى صوره جيدة سوف نصل الى يقين تام بان العمل الناجح يخلق صحة نفسية سليمة و انه الدواء السحرى لمعالجة كافة الامراض و المعوقات …..وعند الوصول الى هذه النتيجة سوف نكتشف طريق جديد و بدابة جديدة لحياتنا المستقبلية ترضى انفسنا و ترضى الخالق و تصل الى اعلى مستويات الحياة السليمة المليئة بالنجاح و السعادة .
بداية جديدة …
اترك تعليقك ...