900
900
مقالات

أغصان في حياة إمرأة

900
900

بقلم / أفين إبراهيم – سوريا

يجمع الرجل الأغصان المقطوعة في حديقتي, أنظر عبر النافذه وأضحك
كل أشيائي هناك.
وحدي أنا في المنزل
ما من أحد في هذا الكون قادرعلى إغلاق ستائر نافذة
مفتاحها المتبقى غير صالح لفتح غرفة في خيال امرأة
تحارب فكرة الخمسين.
يجمع الرجل الأغصان المبتورة في حياتي
أيتها الذاكرة الشقية
ماذا تفعلين في الخارج؟
المطر غزير
شقوق جراحك واسعة
و كأس النبيذ يستلقي منذ آخر صلاة على الطاولة
عاجز مثلي عن خداع الحياة مرة أخرى
عاجز عن أن يجعل نساءك المحبوسات في الخارج يّدخن مرة ثانية
يا بذور الخيال انثري وهجك على هذه الجثة
في الربيع القادم ستنبت شجرة على شكل جسد امرأة
يلتقط صورها الجميع
يحبها الجميع
مع انها مجرد فكرة غامضة
يضع أحدهم يده أعلى فخذها
يتخيل انه يستمد قوة الكون منها
يفتح عيونه
يعتقد للحظة انه يمشي على الماء
يجمع الرجل الأغصان الضائعة في خيالاتي
المطر غزير والرجل الذي تسبح يده على كتفي
لا يعرف انه مهما حاول
لن يبلغ كل ما في بطني من ظلام وخسارة
يا أيتها الذاكرة الشقية
ماذا تفعلين في الخارج
كل الأفلاك محشور في رأسي الصغير
وأنت مازلت تشيرين إلى غصن نسيه الرجل
في نهاية الحديقة
يركض والمطر يلمع في جيوبه
يريد العودة للمنزل
قبل أن ينشف الضوء على قميصة الرقيق جدا هذا المساء
اااخ
يا أيتها الذاكرة الشقية
ماذا تفعلين في الخارج
شقوق جراحك واسعة
والأنهار التي تفيض فوق لسانك
أعمق ما في الوجدان
ادخلي بيتي هذه المرة أيضا
يد الرجل سافرت من الكتف للخاصرة
مازلت أبحث عن الغصن الذي نسيه الحطاب في نهاية حديقتي
لأصنع منه خيالات جديدة
لرجل نشف المطر في جيوبه قبل ثلاثين عاما
عجز عن بلوغ كل ما في بطن أول امرأة احبهها من ظلام
أدخلي البيت
تمددي في ثباتي الجميل
المطر غزير
والرجل
الرجل الذي يجمع الأغصان الضائعة
سيجدك باكرا في المرة القادمة
و سيركض
المطر يسطع في جيوبه
يعود الى البيت الذي يحب
قبل ان ينشف الضوء الذي رفع يد رجل تسافر على جسدي
يد تترنح كل ليلة
يقتلها الغموض
تود أن تعلم إن كنتُ الضوء
أم أني حقاً
كل هذا الوحشة
رحل الحطاب
أحدهم أغلق الستارة
المفتاح الذي ينام في جيوب المطر
غير صالح لفتح غرفة في خيال امرأة
امرأة واحدة تحارب وحدها أشباح الخمسين
في الربيع القادم
في الجحيم القادم كما الأن
ستنبت شجرة على شكل جسد امرأة
يحبها الجميع
يخافها الجميع
لمجرد أنها فكرة غامضة
يضع أحدهم يده أعلى فخذها
يتخيل انه يستمد منها سبباً لبقائه
يفتح عيونه
للحظة
لحظة واحدة يمشي فيها على الماء.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى