مقالات

دردشة ،،،

النجاح في كلمة ..
بقلم / أحمد عبد الحليم

بطبيعة الحال أن كل إنسان سوي في بداية حياته يطمح في النجاح للارتقاء بنفسه والوصول إلى غايته، فعندما نتحدث عن النجاح يجب أن نعطيها حقها قولاً وعملاً، فكلمة النجاح في حد ذاتها ليست عابرة بل تحتاج إلى مقومات وآليات بالإصرار والالتزام ومشورة أهل الخبرة حتى يتحقق الهدف المرجو من هذه الكلمة، ورغم إن مفهوم النجاح لم يشمل على شيء محدّد بذاته، إلا أنه مصطلح مفهومه من أجل تحقيق الطموح والأهداف الخاصة بالأشخاص لا يخلو من مراحل فشل لكي يتعلم منها الشخص وألا يكرر أخطائه السابقة في المستقبل، ويحرص على الوصول إلى النجاح، ومفهوم النجاح في المعنى قد يختلف من شخص لآخر على حسب رؤيته للأهداف التي تخصه وعن كيفية تحقيقها.
تنوّعت التعريفات لكلمة النجاح، فجاءت على أنّه “الغاية الهادفة التي يسعى الفرد إلى تحقيقها في حياته”، وأيضاً بأنه “كل إنجاز يفتخر به صاحبه ويرضى به”، أو أنه “الثمرة البرّاقة التي يسعى إليها كل إنسان سوي”، يتضح من ذلك أنّه لا يوجد أيّ طريقة محددة لتحقيق النجاح، ولكن هناك العديد من العـوامل المشتركة التي تحقق النجاح لكل شخصٍ يطمح إليه، حيث أن النجاح رحلة مستمرة لا تتوقّف ورسالة الحياة، ومن يستطيع تخطي كل الصعاب فيها يكون إنساناً ماهراً بالوصول لهدفه في الحياة، من الممكن أن يواجه الفرد بعض مراحل الفشل ولكن غالباً ما تكون هذه المراحل مؤدية للنجاح خاصة لصاحب الإرادة القوية بصموده وإصراره وتمسكه والتزامه للوصول إلى النجاح.
وعلى الرغم من عدم وجود طريقة محددة لتحقيق النجاح إلا أن لدينا أهم مفاتيح الشخصية الناجحة التي من خلالها يكتشف الفرد ما يمتلك من مهارات تجعله إنساناً ناجحاً، وعلى رأسهم الإيمان بالله والتوكل عليه والبعُـد التام عن التواكل، والثقة بالنفس وقوة الإرادة والعزيمة وعدم الخوف من خوض التجربة والإقدام عليها بكل شجاعة وقناعة بالتوفيق، إلى جانب الاستعداد النفسي وترويض الذات على الالتزام والإصرار ومشورة أهل الخبرة، وضرورة البحث على الآليات المتاحة التي تمكن الفرد من الوصول للنجاح .. فمن قال إني فاشل وكررها فحتماً سيفشل لإنه بذلك قد أرسل لعقله طاقة سلبية بأنه لن يتغـير، أما من يرغـب في النجاح حتى إذا كان فاشلاً وحرص وإلتزم على الصعود والارتقاء بنفسه وقال سأنجح أو أنا ناجح وكررها أنا ناجح بالتمسك والإصرار فحتماً سينجح.
كما أن الطموح له دور مهم وفعال في نجاح الفرد والوصول إلى هدفه، وعدم الإلتفات للوراء بتذكر مراحل الفشل مع القدرة على رسم خطة المستقبل .. ولنسترجع التاريخ سنجد أن أغلب العلماء والمخترعين مرّوا بمراحل من الفشل في بداية طريقهم للنجاح حتى أثبتوا نجاحهم في إختراع خدم العالم بأكمله كإختراع المصباح الكهربائي للعالم “تومس إديسون”، والتليفون للعالم “جرهام بل”، وقانون الجاذبية الأرضية للعالم “نيوتن”، بالطبع لم تكن مراحل فشل ولكنها كانت مراحل من التجارب أدت للنجاح.
يمتلك الجميع القدرة على النّجاح، لكن يتطلّب الأمر معرفة كيفية استغلال جميع الإمكانيّات والمهارات الشّخصية، بالتحدي والإصرار من حيث أن الحاجة أم الإحتراع، فلابد يستفيد الفرد من التحديات ويعمل على تخطي الصعوبات بالجراءة والصمود وتحمل المسئولية، والتأكد أن الطاقة الإيجابية تزرع الأمل والتفاؤل في النفس خاصة مع القدرة على الكفاح والصبر والمثابرة لتحقيق الطموحات والأحلام، على أن يعترف الفرد بأخطائه السابقة ويتجنب تكرارها .. فلا يصح أن نخوض تجربة فشل ونكررها بنفس الآليات بل يجب أن نحاول بآليات جديدة ومختلفة حتى نصل للنجاح، ولا مانع أن يكون لدينا القدرة على التواصل مع الآخرين لكي يكون الفرد اجتماعياً متفاعلاً مع الناس، ويحرص على مصاحبة أصحاب النجاح .. على رأي المثل السائر “جاور السعـيد تسعـد وجاور الحداد تنكوي بناره”، وأن يكون سنداً حقيقياً لكل محتاج ليستمد الطاقة الإيجابية التي نبعث فيه الراحة النفسية، وأن يتقبل النقد البناء والرغبة في مشاركة الآخرين في المواقف المختلفة.
من المؤكد أن النجاح يحتاج لمزيد من التفكر والتدبر والحرص على الإبتكار والإبداع في كل مجال، حتى في مجال العمل يجب التعـرف على الأساليب القيادية الصحيحة، والتحلي بروح فريق العمل الواحد والحرص على معاملة الفريق بمودة وإخلاص، وكشف الخطط المستقبلية المختلفة المراد تحقيقها، وفي حالة ما إذا كان الفرد رئيس لفريق في العمل لابد أن يحرص على إعمال العدل والإنصاف، وكسب احترام وثقة الجميع، والتمتع بدقة الملاحظة والقدرة على قراءة الأفكار، والقراءة ما بين السطور، والتعـرف على الآراء المكتومة والأفكار المخفية، والقدرة على حل المشكلات، وإيجاد بدائل مختلفة للحلول، كل ذلك وأكثر بالرغبة الدائمة في البحث والتعلم والاعتماد على الذات بما يحقق الاستفادة الكاملة للإنسان ومجتمعه.
ولعلنا لا نغالي إذا قلنا بأن الشخصية الناجحة هي التي تتخيل النجاح الذي تريده، وإن لم تجد طريقها للنجاح فعليها أن تبتكره، لأن الفرد ما هو إلا هدف وبدونه لن يستمر في حياته، فيجب على كل إنسان سوي يعرف طريقه للنجاح، لأن النجاح مطلوب في كل وزمان ومكان ويحقق التميز للفرد ويرفع من شانه ومجتمعه بحياة أفضل.
في حقيقة الأمر أن اختيار اللحظة المناسبة لتحقيق الهدف من العوامل الرئيسية لبداية أول خطوة في النجاح مع الإصرار والالتزام والمثابرة يجعل الوصول للنجاح أكيد، ويجب استغلال أي فرصة تمكن من تحقيق الهدف، بالتفاؤل والتفكير بكل إيجابية تزيد الثقة بالنفس وتخطي الصعاب وبذل الجهد واستغلال الوقت بشكل جيد، إضافة إلى شحن النفس بالطاقة الإيجابية والإبتعاد عن أي طاقة سلبية من حولنا، وعلينا أن نعمل بمعنى بيت شعر أبو القاسم الشابي عندما قال :
وَمَنْ يتهــيب صُعُــودَ الجِـبَـالِ ، ، يَعِــشْ أَبَدَ الدَّهْــرِ بَيْنَ الحُـفَــر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى