(بيومى أفندى)

مقال بقلم / د. محمد كامل الباز
مشهد كوميدى منذ أيام وجدته، أثار ضحكى ثم غضبى، الضحك بسبب فكرة المشهد الواقعية والعبقرية، الغضب كان بسبب رؤية تاريخ المشهد حيث فوجئت أنه تجاوز الثلاث أعوام، كان الفنان بيومى فؤاد يستقل سيارته مع أولاده وهو مُتخم بمشاكل الحياة واعبائها حتى وجد العفريت التقليدى الذى ينتظرك عند العودة من أى مكان قبل الدخول لسيارتك وهو السايس، جاء بطريقته السمجة كأن المشهد حقيقى فعلاً، لكن العجيب فى الأمر أن بيومى اكتشف أن ذلك السايس كان يعمل معه فى الشركة، سلامات وخلافه، المهم فى نهاية المشهد نجد بيومى الرجل الكُومل الشهم يعرض على صديقه السايس حاليا مساعدة مالية لتكن المفاجأة، يسأله السايس عن راتبه ويكتشف بيومى أنه الذى يحتاج المساعدة، السايس يحصل على خمس أضعاف مرتبه، هذا السايس يحجز لأولاده المصيف في الجونة وأكثر القرى رفاهية فى حين أن بيومى المحتفظ بوظيفته فى الشركة لم يستطع أخذ أولاده إلى جمصة، تكلمت فى مقال سابق عن السايس وخطورته فى المجتمع، تحدثت عن بلطجته وتأصيل مبدأ القوة فى الشارع، يعيش الموظف أو المواطن العادى خاضعا للقوانين معترف بحق الدولة عليه من فواتير وضرائب واستقطاعات ليرى بعد ذلك حكمدار الشارع هذا يبرطع فى أرض الحكومة بل ويرتزق منها أيضاً، يجد هذا الكائن لا يريد تعلم شهادة أو صنعة أو أى شىء، معه صفارته وقلة أدبه وهذا يكفى كمؤهلات مناسبة لتلك المهنة، من الممكن إذا تركه أحد المواطنين المساكين ولم يدفع له يجدإصابات فى سيارته، يبوظ الكاوتش، يخربش العربية، أى أذى والسلام فلم يدفع هذا المواطن المسكين الاتاوة التى عليه، نعد لبيومى أفندى الذى اندهش بمعرفته مرتب زميله السابق وهو سايس حاليا وطلب منه أن يعمل معه، ما هى الشروط، رد صديقه بسخرية ..شروط!! لا يوجد شىء، أفعل كما أفعل، خذ تلك الصفارة وتعالى معى ونادى بصوت أجش يا باشا لكى تفرض سيطرتك على المكان وكده تبقى اشتغلت؛ نتمنى من المسؤولين الكرام سرعة مواجهة تلك الظاهرة والعمل على تقنين وضع هذا الكارير الجديد حتى لا تتحول معظم الوظائف الى سايس، وبالتالى سيزداد سعر الصافرات إلى الضعف.










