أصل حكاية «أشباح قصر البارون».. القصر الذي لا تغيب عنه الشمس
بقلم / ياسمين عبده
جاء إلى القاهرة المليونير البلجيكي “إدوارد إمبان” وهو يحمل لقب بارون، الذي منحه له ملك فرنسا تقديراً لمجهوداته في إنشاء مترو باريس، حيث كان مهندساً متميزاً.
عاش “إمبان” سنوات طويلة في الهند وأصابه مرض شديد كاد أن يودي بحياته لكن الهنود أعتنوا به وأنقذوه من الموت، لذلك قرر أن يبني أول قصوره الجديدة على الطراز الهندي عرفاناً منه بالجميل لأهل هذا البلد.
سافر المليونير البلجيكي إلى معظم بلدان العالم، لكنه وقع في عشق القاهرة، واتخذ قراراً بالبقاء في مصر حتى وفاته، وكتب في وصيته أن يدفن في تراب مصر حتى ولو وافته المنية خارجها.
وظل البارون “إمبان” يبحث عن مكان لإقامته حتى وقع اختياره على مكان في الصحراء “مصر الجديدة”
بعد إختيار البارون للمكان عكف على دراسة الطراز المعماري، ولأن البارون كان مهتماً أيضاً بفن العمارة فقد اتخذ قراراً بأن يقيم قصراً لا مثيل له في الدنيا كلها.
بعد خمس سنوات أنتهى البارون من بناء قصر فخم لا تغيب عنه الشمس، به برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح للجالس به مشاهدة ما حوله في جميع الاتجاهات.
ويوجد في القصر غرفة قيل أنها مسحورة بسبب أن “البارون إمبان” حرم على أحد دخولها حتى أبنته وأخته “هيلانة” وهي الغرفة الوردية ببدروم القصر، وهذه الغرفة تفتح أبوابها على مدخل السرداب الطويل الممتد لكنيسة البازيليك والتي دفن فيها البارون بعد موته.
أما عن القصص التي جعلت “قصر البارون” بيتاً للأشباح، يقول بواب إحدى العمارات المواجهة للقصر بأن الأشباح لا تظهر في القصر إلا ليلاً، وهي لا تتيح الفرصة لأحد أن يظل داخل القصر مهما كان الثمن، وأنه يوجد أصوات لنقل أثاث القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل، والأضواء التي تضيء فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة، وأيضاً ما حدث في عام 82 حيث شاهد العديد من المارة دخاناً ينبعث من غرفة القصر الرئيسية ثم دخل في شباك البرج الرئيسي للقصر، بعدها ظهر وهج نيران ما لبث أن انطفأ وحده دون أن يعمل على إطفائه أحد.
وأيضاً من الأسباب التي ساعدت الناس على تصديق هذه الأساطير، مقتل أخت البارون “هيلانة” بعد سقوطها من شرفة غرفتها الداخلية وقتما كان يدور البارون ببرج القصر ناحية الجنوب، وتوقفت القاعدة عن الدوران في تلك اللحظة بعدما قام البارون لاستطلاع صرخات أخته، وكانت هذه هي الشرارة الأولى لقصص الأشباح التي تخرج من غرفة أخت البارون لغرفته الشخصية.
وهو ما جعل القصص الشعبية تشير إلى أن روح “هيلانة” غضبت من تأخر البارون في إنقاذها، وهو ما عطل تروس دوران البرج الدائر التي لم تدر منذ ذلك الحين حتى موت البارون عام 1928.
ويعتقد البعض أن البارون “إمبان” كان قد نجح بعد وفاة أخته في تحضير روحها للاعتذار عن عدم مبادرته بسرعة إنقاذها بعد سقوطها من غرفتها وربما عدم قبول روح أخته الاعتذار هو الذي أدخله مرحلة اكتئاب أدت في النهاية لوفاته.
لم تقتصر هذه القصص على المصريين فقط، بل امتدت إلى العالم أجمع، حيث عرضت شركات الإنتاج الفنية الأجنبية مبالغ هائلة للدخول إلى القصر وتصوير بعض مشاهد أفلامها في الداخل.
ومهما كان لغز القصر سيظل اللغز الحقيقي هو سر جمال هذا البناء المعماري الرائع.