نحتاج كل فترة ان نراجع انفسنا و انفعالاتنا و هل فعلا نستحق ما نحن عليه ام لا …. هل راضيين عن ما وصلنا له ام نستحق اكتر او اقل …هل كل ما وصلنا له من تكوين لشخصيتنا و مدى انفعالاتنا و تقيمنا لانفسنا صائب ام محتاجين ان نعيد النظر فيه مرة اخرى ….هل كل الاحداث التى مرت علينا سواء ايجابية او سلبية كانت افعالنا فيها على حجم الموقف فعلا ام لا …..هل اتغيرنا الى الافضل ام الاسوء ….
هل ………..تعددت الاسئلة و اختلفت من حيث معيار التقييم و اهدافه و نتائجه و ايضا من خلال اهدافنا و مدى استجابة النفس البشرية للتغير و مدى نضج و رجاحة العقل فى الحكم على الامور و هنا نستطيع ان نقول اننا محتاجين الى ( وقفة مع النفس ) .
( وقفة مع النفس ) يعبر المصطلح نفسه عن المواقف السلبية التى مرت بينا او بمعنى ادق كل فرد طبيعي و منطقى ان يعيد حساباته مرة اخرى فى انفعالاته السلبية و لكن كما اوضحت فى المقال السابق ( الثبات الانفعالى ) ليس فقط فى المواقف السلبية و لكن فى المواقف الايجابية ايضا ، التغير مطلوب دائما فى حياتنا سواء على المستوى الشخصى او العملى لابد كل فترة من الفترات ان نعيد طريقة نظرتنا للامور و نعطى فرصة لانفسنا للحكم المنطقى و الواقعى للامور و المواقف و ليس الصحيح لان مقدار الصح او الغلط يختلف من شخص الى اخر و هذا ليس موضوعنا الان عزيزى القارئ حتى لا يتم تشتيت افكارك فى اكثر من اتجاه…. لابد ان تعيد تقيم نفسك مرة اخرى او بمعنى اصح عدت مرات لكى تصل الى مرحلة التغيير السليم الذى يطلق عليه ( وقفة مع النفس ) ، ما تعطيه فى العمل و لاسرتك و لمحيط معارفك و للبيئة المحيطة بك هل يحقق لديك الشعور بالرضا هل انت سعيد او على الاقل تشعر بقيمة نفسك هل تستحق ما تبداله مع الاخرين و هذا ليس معناه انك دائما على صواب او على حق ممكن ان تكون محتاج ان تعيد ترتيب نفسك مرة اخرى و ان ردود الافعال و مدى خطائها او حتى صوابها منك انت و ليس من الاطراف الاخرى .
( وقفة مع النفس ) تستطيع من خلالها اعادة بناء نفسك مرة اخرى و ترتيب اهدافك و تقييم ما وصلت له سواء على المستوى العملى او الشخصى حيث هذا ينعكس على مدى نجاحك الفعلى ….نجاحك فى ان تكسب نفسك اولا و اخيرا لان اى خسارة اخرى ممكن ان تتعوض الا خسارتك لنفسك و كيانك و نظرة تقييمك لنفسك انت ، انت من تبنى نفسك و تعلى بيها الى القمة و انت من تنزل بيها الى القاع و تقل منها ….اياك ان تنسى هذا انت و ليس الاخرين لانك انت من تفرض رؤية الاخرين لك انت من تفرض الاحترام و التقدير انت من تقول للاخرين كيف يعاملونك حتى و ان ضل احداهم طريق المعاملة عليك فورا باعادة تلك الخطوة الى الوارء انت عزيزى القارئ و ليس الاخرين .
( وقفه مع النفس ) مع كل امور حياتنا مرة اخرى و العمل على تقويمها و تقييمها فى الطريق الصحيح و عليك دائما بمراجعة نفسك و ليس جلدها ( جلد الذات ) لانك ما عليه اليوم من حكمة و نضج و رجاحة العقل و رؤية صحيحة و صائبة للامور ليس الا مجرد خبرات للماضى و مدى قدرتك على اكتساب الخبرات الصائبة و تحليلها و تنفيذها على ارض الواقع بطريقة ترضى التغيير الذى وصلت اليه و عليك دائما بالتحكم و مراقبة نفسك لان الحياة و المواقف التى تمر بها سوف تتكررعدة مرات هنا ياتى دورك انت فى ان تراقب نفسك و انفعالاتك و تصرفاتك اتجاه المواقف هل فعلا تغيرت الى الافضل ام محتاج اعادة تاهيل و تدريب مرة اخرى ….
( وقفة مع النفس ) البداية من عندك انت ….عليك ان تتعامل مع نفسك الداخلية على انها شخص تعيد ان تأهله من جديد الى الافضل دائما و ان تقومه و تعطيه دروس و تنفذ عليه مبدا الصواب و العقاب حتى يتفهم ان التغيير ياتى من الداخل قبل ان يتاثر بالعوامل الخارجية يقول الله تعالى فى كتابه العزيز ” انَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” وعد الله حق و كلامه غير قابل للجدال او المناقشة بل للتصديق فقط و بيقين كامل … الله عز و جل امرنا امر مباشر بان التغيير من عندك انت ( الانسان ) و يكون تغييرحقيقى و صادق و نابع من داخلك و فى نفس الوقت اعطاك النتيجة و وعدك بها انها تكون ايجابية لان اكيد معطيات و تغيرات الله كلها خير و سعادة للانسان و ليس العكس حتى و ان ظهرت ان فيها ابتلاء سوف تكتشف فيما بعد الحكمة من هذا .
عندما يحثنا الله سبحانه و تعالى على ان التغيير ( وقفة مع النفس ) ينتج من داخلنا اولا ثم بعد ذلك سوف تتدخل ارادته فى تنفيذ كل ما هو فى صالح الانسان علينا هنا ان ندرك قوة التغيير داخليا و نبدا بنفسنا مرة اخرى بل و مرات حتى و لو فشلنا فى ذلك خصوصا ان النفس البشرية من الصعب تاهيلها و ترويضها بسهولة بل تحتاج الى اوقات و مرات عديدة و محاربة عالية لكى تستقيم او حتى تبتدى فى تغيير المسار الى الافضل و هنا نلاجظ الترابط القوى بين علما ء النفس و الاجتماع و بين كلام كتاب الله تعالى ( القران الكريم ) و مدى ترابطهم و هدفهم الصريح و الواضح ان التغيير يبدا من الداخل اما الاستجابة سوف تاتى فيما بعد ايجابية .
و عليك هنا عزيزى القارئ ان يكون لديك القوة و اليقين فى نفس الوقت ان القوة الحقيقية موجودة داخل نفسك انت …انت من تستطيع التغيير الى الافضل و الاحسن و ان ترتب اهدافك و سعيك مرة اخرى و حذارى ان يكون وعيك بنفسك اقل من سعيك فى الاتجاه الصائب لانك اذا كنت لا تعرف قيمة نفسك الحقيقية سوف يكون الجهد الذى تقوم بيه جهدا مهدرا و ليس له اى نتيجة ايجابيه على ارض الواقع …..
و من هنا نصل الى نقطة التحكم و ضبط النفس و القدرة على التغيير للافضل فى حياتنا و نبدا بداية جديدة فى تغير مسار مستقبلنا الى ما يرضيناه داخليا و يرضى تعاملنا فى تقييم نفسنا اولا و هذا يعتبر من اول خطوات النجاح ( وقفة مع النفس )
بداية جديدة ….
اترك تعليقك ...