بقلم / عزت سمير
رئيس محكمة الجنايات
هذه القصاصة هي تلك الرصاصة التي قد ابتدأها ذلك العنوان لتكون باكورة البداية لتلك الليلة التي إنساب فيها العقل وسار في ذلك الإتجاه من تلك المقالة ( الوهم والصاحب) ،،
فالوهم في مدلوله العام قد يوحي بأنه ذلك الشعور الذي قد يتخيله المرء ويحيا تحت مظلته علي غير الحقيقة وغير الواقع الفعلي لحقيقة رؤى العين وبصيرة القلب ،، ولكن ليس هذا هو المقصد والمراد في تلك القصاصة ،،،
وأما عن مدلول الصاحب فإنه قد يوحي بأنه ذلك الرفيق القريب الأقرب لقرينه مما يدل على مدي قوة تلك العلاقة بين طرفيها ومدي حميميتها ،، ولكن ليس ذلك أيضاً هو المقصد والمراد من تلك القصاصة ،،،
ومن هنا قد يتبادر للذهن عن مدي العلاقة بين هذين المترادفين ( الوهم و الصاحب) في ذلك المقال ومدي صلتهما ببعضهما البعض بالرغم من عدم إتجاه مدلوليهما علي نحو ما مر بيانه ، ومن ثم فلن أطيل بل أتجه يقيناً لأقول مبيناً للمقصد ومزيلاً للغموض بما هو آت :
أنه حقاً كلما زادت أمراض النفوس وزادت قدرة صاحبها علي التستر خلف زيف خديعته وخبيئة مشاعره ، كلما زاد الوهم بداخله بأنه علي درايه بشرفاء الناس وخيار طبائعهم لينال منهم بزائف القول لكي يريح ضميره بستار الوهم بأنه هو مالك الحق ومبصره نحو إراحة قلبه وحاله بأنه الأصوب علي كل حال ،،
وأنه حقاً كلما زادت جرعة إهتراء الضمير بالإنغماس في الوهم المزعوم ، كلما زادت لدي حامله جرعة الشعور بذلك الإحساس الواهم وهو إحساس الصاحب ،، ذلك الصاحب الذي لا يدل على القرب مطلقاً لأنه يختلف عن الصديق الذي يحمل في صفاته الصدق في القول والعمل ، وهو على خلاف الصاحب الذي لا يدلل سوي عن المرافقة وفقط ولا يدلل علي إخلاص المعاملة علي الإطلاق ،،
ومن هنا أنطلق لنهاية القصاصة لأقول بأن الوهم والصاحب رفيقان ، الوهم والصاحب متلازمان ، الوهم والصاحب صنوان داخل تلك النفوس التي تؤذي كرام الناس من خلق الله الأكارم ، فالواهم هو من أصاب غيره بالوهم دون حق ، والصاحب هو ذلك المنادي بصدق الرفقة دون صدق ،، وبهذا تكتفي كتابتي في ظل تلك القصاصة لأدعو المولي لنا جميعاً بأنبل المشاعر وأصدقها من خلال حقيقة الواقع وصداقة الصديق ،، وكل ليلة وأنتم أحبائي وأصدقائي الأخلاء المخلصين .