بقلم / عزت سمير
رئيس محكمة الإستئناف
لعلي أستهل وأبدأ قصاصتي لتلك الليلة بهذه العبارة والتي جالت بخاطري فملئت وجداني حتي إستقرت في يقيني لتسطر يدي ما إنتابني من شعور عندما لاحت أحرف تلك العبارة علي بساط عقلي ، لأجد نفسي وقد سيقت نحو القصاصة والتي لا تنم ولا تعبر سوي عن رصد مجتمعي وتأملات ذاتيه لحياة فيها كل الحياه ، حياة الخبرة والمعاملات بل والتفاعلات كذلك ،،،،
فإنه وبحق كلما عاش المرء عزيزاً لنفسه مدركاً لواقعه واعياً لحاله ومؤمناً بربه ، كلما زاد يقيناً أنه علي الدرب الصحيح نحو حياة قصيرة ممتدة الآثار والمفعول نحو نهاية محتومة يبدأ معها الخلود ، خلود الذكري وخلود الحياه ،،،
والعزة بمفهومها نحو الكرامة والرفعة بالنفس نحو الإخلاص في القول والعمل ، ونحو التمسك بالقيم والتقاليد والمبادئ ، إنما هي المقصود في تلك الكتابه ،، فعزيز النفس بذلك المفهوم يحيا ويعيش متألماً في بعض الأحيان ، متأثراً في كثير من الأحوال ، مثقلاً بالعديد من الهموم والأثقال ،، ولكنه وبكل يقين يعيش ويحيا وقد ملأه الإيمان وأحاط به اليقين بأنه الفائز بلا محال ، الرابح بلا جدال في نهاية المقام وعند إسدال الستار ، ستار رواية الرياء والنفاق ،، فالمشهد حينها يتكون سريعاً ولكن بفاعلية لا مثيل لها أمام تلك النفس عزيزة المقام لترى ذاتها وهي علي الحق المبين الواضح بلا غشاوة والبين بلا ستار ،،،
ولعلنا نجد من أمثلة النقيض لتلك الصفة الكريمة ، هو ما نرصده بمجتمعنا من خلال وسائل التواصل الإجتماعي أو من خلال عجلة الحياه ما قد يشيب له الولدان من جراء تلك التصرفات الثقيلة علي النفس اللا مقبولة للعقل والغير مريحة للقلوب ،، فهناك من أبصرناه ساعياً نحو المكاسب المادية علي حساب المهانة النفسية ليكون غرضه حصد المال والشهرة الزائفة ،، وهناك من يتمسك بزائف القول من الرأي حتي يحصد المكانة في القلوب ،، وهناك من يعتقد بحسن العبادة بالبعد عن قالة الحق طالما كان ذلك راحة لحاله وكيانه معتقداً أنه علي الطريق القويم نحو الإخلاص في المعاملة مع الآخرين ،،،،
فجميع هؤلاء هم الأذلاء ، هم النقصاء ، هم المبعدون ،،، أذلاء بما إنتقصوا من حقوق أنفسهم عليهم بأن يكونوا أعزاء فصاروا مبعدين عن طريق الرفعة والسمو والشموخ ،، رفعة الشأن وسمو النفس وشموخ العزة والكرامة والريادة في قول الحق ومسيرة العدل بكل أمان ويقين أنه علي الدرب الصحيح ،،
فعزيز النفس يجد مكارمها في دينه ومعاملاته ولقاءاته ، وهو يراها ويدركها بحسه ووجدانه لتكون نبراساً له من نور يشير له بعبارة ” كن عزيزاً ، تكن سيد قومك ” ،،،
حقاً وفي ختام فإني أحبكم في الله .