بداية جديدة / الإيجابية
بقلم / فاطمة مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية
على مدار حياتنا نستمع كثيرا الى مصطلح ( الايجابية ) او بمعنى دارج اكثر ( خليك ايجابى ) يا ترى ما معنى هذا المصطلح و مفهومه ؟؟؟ و هل معناه انى لا احزن او اغضب او اتكاسل او حتى اقع و انهار و مطلوب منى دائما ان اكون سعيد وراضى ؟ هل الانسان الايجابى قرر ان الحزن لا يعرف طريق قلبه او عقله ؟؟؟؟ اكيد محتاجين نعرف اجابة هذه الاسئله كلها تفصيليا……
الايجابية هى انى اكون متزن و هادى و مرن فى تفكيرى ، و ايضا يكون عندى ثبات انفعالى اتجاه اى موقف سلبى او غضب ، الايجابيه انى اكون قادر على تحويل اى موقف سلبى ايا كان الى نتائج ايجابية ترضيني ….ان ادرب العقل الواعى و اللاواعى ان يتقبل كل الظروف التى تاتى بعكس رغباتى و احاسب نفسى و اسالها هل انا قمت بكل واجباتى و بذلت كل المجهود المطلوب منى ام محتاج ان اراجع نفسى مرة اخرى ؟؟؟؟ احول الخساره الى مكسب و استفيد من تجارب خسارتى و تبقى درس احاول ان اذاكره بكل تفاصيله حتى اتقن كل اخطائى و اتجنبها فيما بعد .
الايجابية هى اشارات تتحول الى افكار ثم الى افعال و تدريب للنفس ان ارتقى بيها لمرحله السلام النفسى و الاستقرار الداخلى و اكون راضى تماما عن ما وصلت اليه حتى لو الخسارة كانت اكبر من المكسب ، النظر الى المواقف و الاشخاص بطريقه اخرى و من اكتر من زاويه حتى يكون قرارى حاسم و مبنى على حقائق مثبته و ليس استنتجات و اكون وقتها وصلت لمرحله النضوج العقلى و الفكرى لان التفكير بطريقه ايجابية يخلق داخليا احساس بالرضا و السعادة و الهدوء و ده كفيل فى حد ذاته ان يجعل منك شخص قادران يتخذ القرار الصحيح و الصائب من غير اى ضغوط .
الايجابية هى بمنتهى البساطة رؤيتك انت و طريقة تفكيرك فى كل احداث حياتك و كيفية ان تجعل من اى موقف او حدث سئ الى انتصار و متعة حقيقية …الفشل لا يعرف طريق الى تفكيرك و الياس كلمة ليس لها وجود فى قاموس حياتك و مستقبلك ….انت لا تخسر ابدا انت تتعلم من كل موقف و تزداد خبراتك و حكمتك و طريقة تفكيرك و نضوجك العقلى و تقل عندك درجة الانبهار فعقلك استطاع ان يوزن الامور بمنتهى البراعة و الذكاء و تقييمك الايجابى سوف ينعكس بالضرورة فى تفاصيل حياتك و بالتالى يتحول هذا الى نجاح فعلى و عملى على المستوى الشخصى و الانسانى و ايضا على المستوى العملى
قدرتك فى تحويل كل موقف غير راضى عنه و عن نتائجه الى درس تتعلم منه و يزيد من خبراتك ده فى حد ذاته تفكير ايجابى ….قدرتك ان تحافظ على سلامك النفسى و استقرارك الداخلى و ان تعيد ترتيب اوراقك مرة اخرى ده انجاز و نجاح لك انت شخصيا ….قدرتك فى التعامل و السيطره على غضبك و سلوكك الانفعالى و تدريب نفسك على الاتزان النفسى اتجاه اى موقف انت غير راضى عنه اسمه تفوق على ذاتك ونفسك قبل اى شئ .
الايجابية انك تستطيع ان تحافظ على هدوئك و التحكم فى تصرفاتك و افعالك بكل نفس راضيه دون الضغط عليها فى فرق من ان تكون متحكم بارادتك انت و بين ان يتم الضغط عليك لكى تكون متحكم و هذا ما ارغب فيه توصيله اليك عزيزى القارئ …. ان تشتغل و تدرب نفسك على سلامك النفسى الداخلى بان لا يستطيع اى شخص او اى موقف ان يهز هذا الاستقرار ايا كان وضعه …انت المتحكم الاول و الاخير فى هذا الثبات لا تسمح لاى فرد ان يقوم بهذا الدور مفاتيح شخصيتك تتواجد فيك انت عليك فقط التعلم و التدريب على كيفية تشغيلها و تنميه هذه المهارات بكل حرفية لانك انت المسئول على نتائج هذا التدريب اذا كنت تريد ان تكون نتائجه ايجابيه بالنسبه لك .
يقول سيدنا على بن ابى طالب ” كل متوقع ات توقع ما تتمنى ” التفكير بطريقة ايجابيه و تصميمك على خلق هدوء نفسى يجعلك تنجح رغم المستحيلات يدفع طاقتك دائما الى الاعلى و الاقوى و يجعل منك شخص منتصر على نفسك اذا كانت نفسك ترغب فى ان تضل الطريق …
يقول الله سبحانه و تعالى ” وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ”
“إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”
رب الكون كله امرنا فى اكتر من ايه كريمة باننا لا نحزن و لا نخاف لانه الوحيد و القادر على تغيير امورنا الى الافضل و الاحسن و القادر على حمايتنا من اى عدو او شر يلحق بينا .
قالها من فى ايده مفاتيح الكون كله قالها من في ايده كن فيكون قالها من يستطيع ان يغير العالم و يغير ايضا ثوابته قالها من فى ايده تحقيق المستحيلات و المعجزات بطريقه اكثر استحالة قالها من فى ايده اذا احسنت الظن بيه يجعل الكون كله تحت قداميك ….
هل بعد كلام رب المستحيلات مش محتاجين ان نغير من انفسنا و نراجع نفسنا مره اخرى و نجعل كل تفكيرنا يدور فى نطاق واحد و هو ان يكون ايجابى كل نحصل على الاستقرار النفسى و السعادة و السلام الداخلى و رغبتنا فى الحصول على النجاح و التفوق بطريقة اكثر ايجابية .
اذا وصل تفكيرك عزيزى القارئ لهذه المرحله من الايجابية عليك ان تفخر بذاتك و بنجاحك فى ادارة حياتك و مستقبلك حيث ان طريقة تفكيرك سوف تؤدى بك الى طريق واحد فقط و هو السعادة و النجاح و من هنا سوف تتغير كل مفاهيمك و ترتيبك لنفسك اولا ثم لحياتك ثانيا و تصل الى مرحله الرضا التام …و هنا نستطيع ان نقول انك سوف تصل الى بداية جديدة من حياتك مليئة بالنجاح و التفوق و الاستقرار و الرغبة فى التعايش بطريقة سليمه تحافظ بيها على صحتك النفسية لانها هى سوف تكون هدفك الاساسى فيما بعد ….
بداية جديدة