مصطفى ياسين.. يكتب / عامٌ يمضى.. وآخر مُقْبِل
ها نحنُ على بُعد أيامٍ بلْ ساعاتٍ قلائل، من توديع عام بكلِّ أفراحه وأتْراحه، آماله وآلامه، طموحاته وإخفاقاته، ولا نقول عنه إلا “ما شاء الله كان، وما لم يشأْ لم يكُنْ”، لكنْ وعلى كلِّ حالٍ، فـ”الحمدُ لله” حمْدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا على ما نحنُ فيه من نِعَمٍ لا تُعُدُّ ولا تُحصَى “وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” النَحْل: 18.
نستودع الله تعالى هذا العام، وندعوه سبحانه أن يغفر لنا تقصيرنا على ما فرَّطنا فيه من جَنْبِ الله، وأن يتقبَّل منّا الصالح والحَسَن فيه، وأن يُعيننا على فعل الخير واتّباع الصلاح والإصلاح فيما هو مُقبل، فَكُلُّنا أملٌ ورجاءٌ أن يجعل عامنا المُقبل، وجميع مستقبلنا، خيراً وأملا وتفاؤلا، فما علينا إلا أن نُخلص ونوقِن بأن الله لا يدَّخر لنا إلا كل خير، فلنتفاءل بالخير لنَجِدَه.
لقد كان العام الذى يُلَمْلِمُ أوراقَه بحقٍّ، عامًا مليئًا بل مُكْتَظًّا بالأحداث الجِسَام التى أثَّرت وغيَّرت كثيرا فى مفاهيمنا وأفكارنا ونظرتنا للأمور، سواء على المستوى الشخصى أو المحلّى أو الإقليمى والعالمى، خاصّة فيما هو قائم حاليا من جرائم إنسانية ضدّ الفلسطينيين العُزَّل من قِبَل النازيين الجُدُد بقيادة “النتن- ياهو” وحلفائه من القادة الغربيين الذين تقودُهم العنصرية النازية، تحت غطاء محاربة الإرهاب، والحقيقة هى إعادة الاستعمار القبيح بشكله الجديد المُتَسَتِّر بـ”نَشْرِ” الحُرِّيَّة والديمُقراطيّة!
ووسط هذه الغَمَامَات والضَلالات الكثيفة يُطِلُّ علينا العامُ الجديدُ- وإن شاء الله- معه كل الخير وعلى رأسه، إنهاء الجرائم النازية على أرض فلسطين المُحتلَّة، وِفْقَ شروط المقاوَمَة بعد أن كبَّدَت العدو المُحتلَّ خسائر فادحة فى عتادِه وجنوده المُرتزقة، وإسقاط الكثير من نظريات الاستعلاء وادّعاء التفوّق وارتداء ثياب البطولة والأسطورة والشعارات البرَّاقة الكاذبة التى تُضْفِى القوّة والمَنَعَة والحُرِّيَّة والديمقراطيّة على كيانات وهميّة واهِية!
أمّا على المستوى المحلّى، فهناك مُبَشِّرَات كثيرة على الخير القادم- بإذن الله تعالى- خاصّة مع إعادة انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتجديد الشعب ثِقَتَه فى قيادته الحكيمة التى جنَّبَت مصرنا الحبيبة الكثير من الأزمات، ولاستكمال مسيرة الإنجازات والمشاريع العملاقة التى بدأها للتمهيد فى بناء “الجمهورية الجديدة” التى تتطلّع إليها مصر والمصريون جميعا.
المهم أن نكون من أصحاب النظرة الموضوعية الواقعية، التى تنظر إلى المُكتسبات والنقاط المُضيئة فى حياتنا، وليست النظرة السوداوية التشاؤمية التى تُكَدِّرُ الحياة وتُصعِّبَها علينا. فبهذا فقط نستطيع تحقيق ما نصبوا إليه ونتمنّاه.
إنَّنا فعلاً على أعتابِ عامٍ ملئٍ بالخير- إن شاء الله- ستتبوَّأُ فيه مصرُنا الحبيبة مكانتها المُسْتَحَقَّة- إقليميًّا ودوليًّا- بما ستُنْجِزُه وتحقّقه من إنجازات ومشاريع قوميّة عملاقة تقفز بها إلى مصافِّ الدول المتقدِّمة، بخُطًى ثابتة، قوامها “الحياة الكريمة” لكل مواطن على أرضها، لـ”تحيا مصر” دائما وأبدا عزيزة بعقول وسواعد أبنائها الشُرفاء المُخْلِصِين.