طيب القول
بقلم….. مصطفى ياسين
عيد “مصنع الرجال”
احتفلت الشُرطة المصرية بعيدها الثانى والسبعين، بشكل حضارى أظهر الجانب الآخر من رسالتها الوطنيّة في أمن واستقرار المجتمع ودورها الإنسانى والذى يُعبِّر بِصِدْقٍ عن مدى ارتباطها وتشابكها مع كافة أفراد الشعب المصرى الأصيل، وجميعنا لَمَس وعاش هذا الواقع، خاصّة فى أعقاب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ من أوضاع مضّطربة، وطوال السنوات الأخيرة شاهدنا مدى الجهود المبذولة لتطوير المنظومة الأمنيّة ومواكبتها للتطوّرات التِقَنِيَّة الحديثة، ما وضعها في مرتبة عالية جدا من حيث مستوى الأداء الوطنى والإنسانى والخدَمى، وباتَ الجميعُ يعيش حالة من الأمان والاطمئنان، اعتمادا على اليقين بالله، ثم الثقة في أجهزتنا الوطنية المسئولة عن تأمين حياتنا واستقرارها، ممثّلة فى جَنَاحَى الأمن القومي الخارجى والداخلى، وهما القوَّات المُسلَّحة والشُرطة، واللذان يجسِّدان المصنع الحقيقي لتخريج الرجال المُخلِصين الأوفياء الذين يحملون على أكتافهم وأرواحهم أمانة إقرار أمن واستقرار الوطن والمواطنين.
وإذا كنّا قد احتفلنا بالعيد الـ ٧٢ للشُرطة المصرية، فواجبنا أن نُعرِّف الأجيال الجديدة بذلك اليوم الجليل الذى اتُّخِذَ عيداً لها حين وقف فيه أبطال من الشُرطة المصرية الباسلة ليدافعوا عن كرامة وعزَّة بلادهم فى الإسماعيلية، عام 1952 ويقدّموا حياتهم ثمنًّا غاليا من أجل كبرياء مصر الوطنى إدراكا منهم أن حماية أمن البلاد والمواطنين؛ غاية عُليا لا تسمو فوقها غاية.
وكما وصف الرئيس عبدالفتاح السيسى- فى كلمته التى ألقاها بهذه المناسبة، فى الاحتفال الذى أقامته الدولة المصرية بمقرِّ أكاديمية الشُرطة، بحضور كبار الشخصيات تلبية لدعوة الشُرطة المصرية ممثَّلة فى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق-: (ما قدّمه هؤلاء الأبطال لبلادهم فى ذلك اليوم منذ 72 عاما تحوَّل لطاقة تحدٍّ تسْرى فى قلب هذا الوطن، لتعيد إليه شبابه، وتقرّبه من يوم استقلاله وكما كانت تضحيات أبناء الشرطة فى الإسماعيلية، مُحرِّكا لدوافع الكرامة الوطنية فإن تضحيات الشهداء، من رجال القوّات المسلَّحة والشُرطة، ومن جميع أبناء الشعب المصرى، فى مواجهة الإرهاب خلال الأعوام الأخيرة، تأخذ مكانها المستحَق على حائط شَرَف الوطن وبطولاته فهى تضحيّات نُقدِّرها ونُجِلَّها، ونتحمَّل جميعا مسئولية كبرى بأن نقابل كَرَم الشهداء بكَرَمِ، وتضحيّاتهم بتضحيّة وأن نحقِّق حلمهم، بمصر عزيزة وكريمة إلى واقع وحقيقة لأبنائنا وأحفادنا، جيلا بعد جيل).
ولأن مصر “أمانة فى رقابنا” جميعا، ولأن كل المصريين لا يَقِلّون وطنيّة وإخلاصًا عن رجال القوّات المسلّحة والشُرطة، الذين هم أبناء هذا الشعب والوطن العظيم، فواجبنا جميعا التضحيّة والفداء من أجل الحفاظ على أمن واستقرار “أُمِّ الدنيا”، كلٌّ فى موقعه يؤدّى دوره، يحافظ على الثِغْرِ الذى أئتمَنَه وسخَّره الله فيه، حتى لا يُؤْتَى من قِبَلِه، خاصة في ظلّ الظروف الراهنة التى كثُرت فيها التحديات والمخاطر- داخليا وخارجيا- بل تكاتفت قُوى الشرِّ للإضرار بمصرنا الغالية، لكن مخطّطاتهم ستبوءُ بالفشل إن شاء الله، بفضل عناية المولى عزَّ وجلَّ وحِفْظِه لمصر المحروسة.
وسنظل دائماً وأبدا موقنين بأن “مصر تحيا” بفضل الله، ثم أبنائها المُخلِصين الأوفياء، وبعزْمِهم وإصرارِهم على مواصلة مسيرة البناء والتنميّة في كلّ مجالات الحياة، والعمل المضاعَف، فهذا هو سبيلنا الوحيد الذي لا مفرَّ منه لتحقيق أحلام كلّ المصريين بوضع بلدنا الحبيب فى المكانة التي تليق بها وتستحقها.
ونُكرِّر دوما “تحيا مصر”، بفضل الله، وإخلاص أبنائها.