موعد مع القدر
بقلم / محمد حسين
ما نعيشه عباره تجارب حياتيه ضخمه وكل تفاصيلها تشكل سفينه العبور نحو شاطئ النهايه المطلقه ….
كانت ليله شتويه بارده ذات رياح عاتيه وامطار تنهمر بغزاره …….
كانت الضوضاء تعم المكان والجميع يتاركضون ذهابا وايابا فالعم ادهم يودع الحياه وها هو على فراش الموت منتضرا نهايته الحتميه حيث اعلن الطبيب انها ساعاته الاخيره في هذه الدنيا …..
خرجت من الصاله الكبيرة لكي أسرق بضع نفثات من سيجارتي هاربا من نظرات والدي ….وهناك رأيته يجلس وحيدا تحت شلالات الأمطار المنهمرة متسمرا وكأنما حط على رأسه الطير شاردا عما حوله من ضجيج الطقس وضوضاء البشر …. أجل إنه /حسام/ صديق الطفولة … إنتابني الفضول لأسأله ماذا يفعل هنا ووالده يلفظ انفاسه الأخيره …أجل كان العم أدهم هو والده ….اقتربت منه لأسأله:
_حسام لماذا لا تدخل فالأمطار غزيرة وقد ابتللت …
ولكنه لم ينطق ولم يجب …عرفت أنه غائب بأفكاره عن هنا وكأنه لا يستطيع تقبل خسارته لأبيه … وإنطلقت من الصاله أصوات البكاء فقد فارق العم أدهم الحياة …. التفت الى صديقي مواسيا له ببعض الكلمات ولكنه بقي صامتا دون حراك إلى من بعض الدموع التي تكاد تميزها من بين مياه الأمطار على خديه …كانت صدمته كبيره …
بقيت ملازما لحسام طوال فتره العزاء …وفي تلك الاثناء بدأ يستوعب صدمته ببطئ … بعدها إنشغلت عنه ببعض أموري إلى أن جاء إلي بعد عدة أيام …وبعد أن جلس وبدأنا بتبادل اطراف الحديث ….
أخبرني أنه سوف يسافر ..وأنه أخذ قراره النهائي بهذا الشأن …
وفي اليوم التالي كنت واقفا على رصيف يعج بالمودعين لأحبائهم وانطلق حسام نحو مصير مجهول وبدأت مسيرته الطويله التي سأقصها عليكم .. لأن قصته لا تشبه كل القصص الروتينيه التي نعيشها …….
وصل حسام لذاك البلد الذي سيبدأ منه مسيرة الهجرة نحو بلاد أوروبا … كما الكثير من شباب بلادنا ..آملا بحياه أفضل ومستقبل مزهر بالأحلام والآمال بعد عدة ايام كان حسام وسط مجموعه كبيره سيسافر معهم وكانت اليونان وغاباتها الشاسعه بدايه المعاناه الطويله والبلد الاول الذي ستقطعه المجموعة سيرا على الاقدام .