900
900
مقالات

موعد مع القدر – ٢

900
900

بقلم / محمد حسين

كل الامور التي تصبح بمرور الوقت روتينا اعتياديا ..تكمن صعوبتها بالبدايات ….كانت بداية الطريق بين الغابات الشاسعه بالنسبه لحسام وعرة وصعبة ببدايتها …فمن الصعب التأقلم مع أناس تلتقي بهم لأول مرة وخصوصا أنهم كانوا من جنسيات متعدده ..وبينهم عائلات تضم أطفال ونساء وكان لابد من التعايش والإختلاط فيما بينهم وخصوصا ان الطريق سيكون طويلا وشاقا ….

وبعد عدة أيام من المسير المضني …بدأ يلوح بالافق بعض من اعمده الدخان ..وهنا كانت الفاجعه الكبرى هو حريق يلتهم الغابه وبدأ يقترب منهم …وبلهفه مفعمه بالخوف صرخ حسام: ليتجه الجميع الى الجهه المعاكسه قبل فولت الأوان … ثم أخذوا يتراكضون ومن أمامهم ادهم الذي حمل طفلا صغيرا على عجل ولكن ولأن القدر له مخططات اخرى بدأت النار تحاصرهم حتى أجبرتهم على أن يتفرقوا ودون تخطيط مسبق وجد أدهم نفسه مع الطفل الصغير وفتاه حسناء جميله ..وكأنها شعرت انها ستجد الامان مع هذا الشاب الذي اخذ زمام المبادره بتوجيه المجموعه وبدون تفكير او وعي منها وجدت نفسها تلاحقه وتلاصقه … كانت اعمده النيران تتسارع من كل الجهات عندما انتبه حسام ان يقترب من صوت لخرير ماء … فحمل الصغير على ظهره وأمسك بيد الفتاه واتجه بخطى متسارعه نحو صوت الماء قبل ان تسبقه النيران .
الحياه التي قادته نحو هذا المصير المعتم ..واذا بهم يصلون لنهر ينساب نحو غياهب مبهمه ..وبدون تردد القى بنفسه ومن معه بذلك النهر ….. ولكن المياه كانت متسارعه ولكن سرعتها لم تجعله الا اكثر تصميما على أن لا يترك من معه وكان الغرق حتميا امام غزاره المياه وسرعتها …ولكن اراده الله دائما المنجيه ….ووصلوا للضفه الاخرى وقد كادو ان يلفظو انفاسهم الاخيره …..

إستلقى حسام على ظهره ملتقطا انفاسه وما زالت يده تمسك بالطفل وكأنه ما زال يخاف ان يفقده …بعد ان استجمع بعض قواه رفع رأسه وكأنما استفاق من كابوس مخيف باحثا بنضراته عن الفتاه ….كانت تجلس بجانب احدى الاشجار والحزن يتشكل على خديها على قطرات من دموع …وكأنها كانت تنتضر من حسام ان يسألها شيئا …قال لها : هل انتي بخير لتجيبه ببحه خانقه: هل ما زال أهلي على قيد الحياه …تملكته الحيره بماذا سيجيب وبقي صامتا وهو يراقب النيران بالضفه المقابله للنهر وهي تتابع طريقها نحو ما تبقى من الغابه …..

وبعد لحظات من الصمت قال لها: سيكونون بخير نحن يجب علينا ان نكمل طريقنا ونبتعد عن هنا قبل ان يحل الظلام يجب ان نجد مكان آمنا نستريح به لبعض الوقت …. ثم بدأ المسير ومن معه نحو اعماق غابه اخرى قد تكون تحمل بين جنباتها هلاكا في اي لحظه .
يتبع

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى