بقلم / داليا طايع
أمثال كتيرة بنتدولها في حياتنا اليومية بس ياترى عارفين ايه العبرة والحكمة و الفايدة اللي اتسببت ان المثل ده يشتهر ويفضل لحد عصرنا الحالي تعالوا نفهم ونعرف القصة اللي اتسببت في المقولة او المثل .
النهاردة هحكيلكم قصة مثل احنا دافنينه سوا يعني ايه احنا دافنينه سوا وايه اللي حصل هنعرف اكتر.
حكايتنا النهارده هتكون عن أخوين كانا يملكان حمارا يساعدهما في العمل، و كانا يحبانه كثيرا حتى إنه كان يملك اسماً وهو(أبو الصبر)، و ذات يوم بينما كانا في الصحراء مع الحمار أصابه التعب ووقع علي الأرض،ومات(أبو الصبر)..
حزن الأخوان كثيراً علي الحمار، حتي انهما دفناه وظلا يبكيان علي قبره، و عندما كان أحد يسألهما ما بهما كانا يقولان (مات أبو الصبر)، فما كان من السائل إلا أن يشاركهما حزنهما ويبكي معهما ظاناً أن (أبو الصبر) إنما هو شيخ جليل أو صاحب كرامات!
و مبالغة منهما في الحزن قاما ببناء خيمة علي قبره، و مع توالي الأيام بدأ الناس بزيارة الخيمة وزاد عددهم ظناً أنه قبر لولي من أولياء الله، حتي أنهم بدأوا يغرقون الضريح بالصدقات والتبرعات!
أدرك الأخوان أن مزحتهما بدأت تؤخذ علي محمل الجد، فاستغلا هذا و أنشئا غرفة من الحجر حول القبر، و أسمياه ضريح أبو الصبر، و صار مصدر رزقهم هو عقول أولئك المساكين الحمقى الذين صدقوا أن لأبو الصبر كرامات، بل شاع أنه يرد الحبيب ويجلب المطلقة و يوسع الرزق و ما إلى ذلك..
وفى أحدى السنين أخفى أحدهما عن زميله جزءا من حصيلة النذور مما جعله يغضب ويقول : والله لأطلبنَّ من الشيخ (أبو الصبر) مشيرًا إلى القبر، أن ينتقم منك، ويريك غضبه، ويسترجع حقي فضحك لانه صدق الكذبة وقال له : أي شيخ صالح يا أخي انت نسيت احنا دافنينه سوا.
وبقي في عصرنا يشار المثل إلى التعبير عن أن بواطن الأمور تختلف عن ظواهرها، ويستعين بها البعض عند وجود سر بين اثنين ولا يعرفه أحد غيرهم، لذا لا يجب التظاهر بذكاء واحد على آخر.
المرة الجاية هحكيلكم مثل كدي يا ام عباس واعملك القبر نحاس