900
900
مقالات

بكره أحلى

كنوز مصر الطبيعية .. ليس لها مثيل بالبلاد

900
900

بقلم / رشا سعيد

ميز الله مصر بجمال الطبيعة وكنوز ربانية ليس لها مثيل بالبلاد ، وللأسف هذه الهبات لم تستغل طيلة 30عام فكانت مجرد أماكن صحراء جرداء غير مستغلة ولا تحقق أي دخل لمصر، وربما لا يسمع عنها أي مواطن مصري سوى على الخريطة فقط ، ومن ضمن هذه الأماكن المحميات الطبيعية، فخلال سنوات قليلة ماضية قامت وزارة البيئة بفتح ملف المحميات الطبيعية وتطويرها لتدخل ضمن أماكن السياحة البيئية ، ويصل عدد هذه المحميات في مصر إلى 30 محمية، تبلغ مساحتها نحو 150 ألف كيلو متر مربع، أي 15% من مساحة مصر، وأهمها : محمية جبل علبة، ورأس محمد، والغابة المتحجّرة، والبرلس، والجزر الشمالية، والحدائق الوطنية، وجزر نهر النيل، وجزيرة تنيس، والأحراش، والبردويل، والسلوم، والصحراء البيضاء، والواحات البحرية، وسالوجا، وسانت كاترين، وسيوة، وطابا، وقارون، والريان، والعلاقي، ووادي دجلة
وعرفت المحميات الطبيعية في مصر، مع صدور القانون رقم 102 لعام 1983 في شأن المحميات الطبيعية، والذي عرف المحمية والأنشطة والخدمات المناسبة لها، تلاه صدور القانون رقم 4 لعام 1994 في شأن حماية البيئة، والتي فرضت عقوبة على كل من يستخدم مواد ضارة لبيئة المحمية، ثم صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2728 لعام 2015، والخاص بدعم القوانين السابقة وإلزام المستثمرين بإقامة مشروعاتهم في المناطق الأقل حساسية من المحميات الطبيعية.
وتقع هذه المحميات بين الصحراء، والجبال، والبحر، وشمال وجنوب البلاد، وتتميّز بطابعها التراثي، والثقافي، والتنوع البيولوجي، والموارد الاقتصادية، وتزينها الطيور، والغزلان، والثعالب، والشعاب المرجانية، والنباتات النادرة، علاوة على الآثار الدينية ،وتعتبر المحميات الطبيعية في مصر عنصرًا حيويًا للحفاظ على التوازن البيئي والمحافظة على الثروات الطبيعية الفريدة ، فهى بيئة آمنة للكائنات الحية وتعزز الاستدامة البيئية ، كما إنها محط اهتمام الباحثين ومحبي الطبيعية والسياح ، فهى مناطق تتميز بسحر الطبيعة وبيئة خصبة للسياحة البيئية التي لا تنجح إلا بفضل أهالي وسكان هذه المحميات من خلال تنمية مجتمعات هذه المحميات بتوفير فرص عمل لسكانها المحليين في الأنشطة المتعلقة بالحفاظ على البيئة وتقديم الخدمات للزوار.
ومع مطلع الألفية الثالثة قمت بزيارة محمية رأس محمد ضمن رحلات الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة وتعتبر محمية رأس محمد السياحية واحدة من أهم المقاصد البيئية والسياحية في مصر، حيث تجمع بين جمال الطبيعة وتنوع الحياة البحرية ، و تقع المحمية على ساحل البحر الأحمر، وتحتل مساحة واسعة من شمال شبه جزيرة سيناء ، وأُنشئت محمية رأس محمد في عام 1983 بهدف حماية البيئة البحرية والتراث الطبيعي الفريد في هذه المنطقة. ومنذ ذلك الحين، تمتلك المحمية سجلًا حافلاً من التحفظ والاستدامة ، ويقصدها السياح لما بها من تنوع الحياة البحرية، فهى موطنًا لمجموعة هائلة من الكائنات البحرية، بما في ذلك الشعاب المرجانية المذهلة وأنواع متنوعة من الأسماك واللآلئ البحرية ، و يشكل الغطاء النباتي البحري والمرجان الحي نظامًا بيئيًا فريدًا يجذب الغواصين وعشاق البيئة البحرية ، وتقدم المحمية أنشطة بيئية للزوار للاستمتاع بالتنوع البيئي الفريد من خلال الغوص والسباحة بالزجاج البحري ، و يمكن للزوار التمتع بالمناظر الطبيعية الساحرة ، وكانت رحلة جميلة حقاً ، فسحر الطبيعة يشعرك بالبهجة التي تتسلل بداخلك بمجرد دخولها ، فهى نموذج للسياحة البيئية المتفردة ، لذلك تُعتبر محمية رأس محمد السياحية نموذجًا للتوازن الناجح بين السياحة وحماية البيئة. تقدم تجربة فريدة للزوار وتساهم في التوعية بأهمية الحفاظ على جمال الطبيعة البحرية في مصر وحول العالم ، لذا أطلق عليها أجمل شواطئ العالم ، وعندما زرتها بالعام الماضي ، فالوضع اختلف تماماً فقد قامت وزارة البيئة برفع كفاءتها وتطويرها ، حيث تم تطوير البنية التحتية وتقديم خدمات للزوار من خلال المجتمعات المحلية التي تقوم بتقديم خدمات للسائحين، مع وضع اشتراطات للنزل البيئية حتى تستطيع مزاولة النشاط ، وتطوير منطقة المعامل ومركز تدريب صون الطبيعة ، وهنا نستطيع القول بأن محمية رأس محمد تعتبر المقصد الأول للسياحة البيئية ، ليس محمية راس محمد بمحافظة جنوب سيناء وحدها التي تم تطويرها فقد تم تطوير 9 محميات لتحقيق التنمية البيئية المستدامة من خلال دمج التنوع البيولوجي في السياحة كما أطلقت وزارة البيئة عدد من المبادرات للترويج للسياحة البيئية أولها جملة إيكو إيجيبت Eco Egytp ، كأول حملة للترويج للسياحة البيئية بمصر ورفع الوعي البيئي لدى المواطنين بأهمية المحميات الطبيعية وثرواتها، ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية “اتحضر للأخضر” وبمشاركة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة المصرية (MBDT) الممول من قبل مرفق البيئة العالمية (GEF) من خلال إنشاء موقع إلكتروني وعدد من منصات التواصل الاجتماعي، وإعداد مطبوعات لاستعراض ثروات مصر بالمحميات الطبيعية، وتتضمن الحملة الترويج لـ ١٣ محمية طبيعية بتقديم نموذج حقيقي للتنمية المستدامة التي تضع في الاعتبار الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والصحية للسياحة البيئية بالترويج لها لإنعاش الاقتصاد القومي ، وكذلك حملة حكاوي من ناسها لدعم المجتمعات المحلية بالمحميات الطبيعية لتحقيق سبل عيش مستدامة والتي تم إطلاقها من ومحمية وادي دجلة في إطار احتفالات مصر بأسبوع دعم الاستثمار البيئي ضمن الاحتفال بيوم البيئة العالمي 2023 هذا بخلاف العديد من المبادرات الشبابية بجامعات مصر .
ولأن التنمية المستدامة تبدأ من البشر علينا بالتعرف على كنوز مصر الربانية وزيارتها وتوثيق هذه الزيارة ورفعها على وسائل السوشيال ميديا لتعريف العالم بجمالها وسحرها الفريد ومناظرها الخلابة للترويج للسياحة البيئية بمصرنا الحبيبة
.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى