اللواء عبد الحميد خيرت يكتب : “مسلسل صلة رحم” جرئ في طرحه لفكرة مقتبسة من مسلسل أجنبي
هناك فرق بين أن تقتبس فكرة وبين أن تخّدم عليها أو تسوق لها .. ( عن مسلسل صلة رحم أتحدث).
المسلسل جرئ في طرحه لفكرة مقتبسة من مسلسل أجنبي، يتناول قصة تَعرضُ سيدة لحادث فقدت على أثره ” رحمها ” ، وبالتالي حرمانها من الأمومة و الإنجاب ، فقام الزوج وهو طبيب بأخذ بويضة زوجته (التي فقدت رحمها ) وتلقيحها ” بحيوان منوي ” منه، ووضع البويضة الملقحة في رحم أمرأة أخرى مقابل مبلغ مالي .
الفكرة جريئة جدا في عرضها على مجتمع يحترم قيمه الدينية ويتمسك بها ، ولا يقبل الفكرة أو طرحها لتعارضها مع الدين وثوابته ، والتي كانت واضحة من خلال حلقات المسلسل .
كنت مشفقًا على مخرج العمل، كيف سيخرج من هذا المأزق الذي وضع نفسه فيه ؟ فكتبت في بوست سابق لننتظر نهاية المسلسل لنرى كيف سيتعامل المخرج مع هذا المشكل الديني .
في الحقيقة النهاية كانت صادمة للمشاهد، وأوجدت ردود فعل متباينة ، بموت الأب ( الزوج ) ، وميلاد الطفل ، والذي تم تسميته بأدم ، و الذي أصبح له أم من البويضة الملقحة ، وأم أخرى من الرحم المؤجر .
المخرج بهذه النهاية خدّم على الفكرة المقتبسة من الخارج رغم تعارضها مع الدين، فالأب مات ليحيا أدم ، واختيار اسم أدم للطفل مقصود ، فقد قام المخرج بأحياء ” الفكرة ” بميلاد الطفل أدم .
هذه النهاية تستوقفني وتدفعني للسؤال :
ما موقف الدين من هذه النهاية وميلاد الطفل ؟
هل ما حدث يعتبر زنا ؟ حتى لو كان بدون ملامسة ؟
لماذا تم اختيار اسم أدم للطفل ؟ أو بمعنى أخر لماذا سميت ” الفكرة ” بأسم أدم ؟ هل كان المقصود : مات الأب ليحيا أدم ؟ أو بمعنى أخر أحياء الفكره التي تحمل أسم أدم ؟
هل الأمومة لا تخرج عن كونها رحم، وأن دور المرأة لا يخرج عن كونها وعاء للرجل ؟
هل في هذا الطرح إهدار لقيمة المرأة ، وكرامتها ، وأمومتها ؟
هل المسلسل أهان المرأة واختزالها في رحم يمكن تأجيره ؟
أم أن المسلسل هو ترجمة للصراع القائم في مجتمعاتنا بين العلم والدين ؟ وأن العلم يخاطب الإنسانية دون أعتبار لأي ثوابت ؟
المسلسل بنهايته أوجد حالة من الجدل بين جمهور المشاهدين ، وإن كنت أرى أن المخرج كان يمكنه طرح نهايه أخرى للمسلسل مع احتفاظه بالثوابت، وهذه هي رسالة الفن نحو المجتمع .
