جيش مصر العظيم وملحمة تحرير سيناء الخالدة.. دروس في الإرادة والتضحية والوطنية
بقلم /المهندس أحمد الفقي
إستشاري الذكاء الإصطناعي بمؤسسة بيدو
في صفحات التاريخ المجيدة للأمة المصرية العريقة، تسطع بأضوائها الخالدة ملحمة خارقة، تجسد بكل معانيها السامية قوة الإرادة الإنسانية وعزيمة الشعوب الأبية في استرداد كرامتها وحريتها. إنها ملحمة تحرير سيناء، حيث تحدى أبناء الشعب المصري العظيم كل الصعاب والتحديات وواجهوا المستحيل بإيمان لا يتزعزع وعزيمة فولاذية لا تلين أمام أي عقبات.
في شهر أكتوبر 1973، واجه الجيش المصري العظيم واحدة من أصعب التحديات العسكرية في تاريخه الحديث. كانت المهمة هي استرداد أرض سيناء المحتلة من قبضة العدو الإسرائيلي بعد هزيمة نكراء في حرب 1967. لكن رغم كل العقبات، أثبتت قواتنا المسلحة البواسل أن إرادتهم لا تلين ولن تنكسر أبداً.
منذ اللحظة الأولى، كان الجنود المصريون الشجعان يواجهون صعوبات جمة. فقد واجهوا خطوطًا دفاعية إسرائيلية منيعة، مثل خط بارليف الشهير الذي اعتُبر حصنًا لا يمكن اختراقه. كما كانوا يفتقرون إلى التفوق الجوي والمعدات الحديثة التي كانت بحوزة العدو. لكن مع ذلك، حفرت عزيمتهم الصلبة كالصخر ووطنيتهم الراسخة الطريق نحو النصر.
بإيمان عميق وشجاعة لا تضاهى، اقتحم جنودنا خطة العدو المحكمة. كانوا حقًا كالأسود الضارية التي لا تعرف الخوف، مستعدين للتضحية بأرواحهم دفاعًا عن شرف مصر وأرضها المقدسة. وأمام هذا الزحف المدوي للقوات المصرية، بدأت منظومة الدفاع الإسرائيلية بالتصدع والانهيار.
في مشاهد لا تنسى، تجاوز جنودنا الأبطال كل التوقعات، مخترقين خطوط الدفاع الإسرائيلية التي كانت تُعتبر لا تُقهر، وصولاً إلى شرم الشيخ والعريش معلنين عودة سيناء إلى أحضان مصر بعد سنوات من الاحتلال المرير. إن صورة الجندي المصري ذي الزي المتواضع وهو يرفع علم مصر فوق سيناء المحررة صورة ستظل خالدة في قلوبنا إلى الأبد.
لقد أظهر أبطالنا للعالم أجمع مدى قوة إرادتهم وعزيمتهم في استرداد حقوقهم المشروعة. فبالرغم من النقص في العتاد والعديد، إلا أنهم كسروا الأسطورة القائلة بأن إسرائيل جيش لا يقهر، وأثبتوا أن الإيمان بالحق والعدالة يغلب أي قوة مادية في النهاية. لن ننسى أبداً تضحيات شهدائنا الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن المقدس. كما لن ننسى أبداً دروس حرب أكتوبر وتحرير سيناء العظيمة، من أن الإرادة الحديدية للجندي المصري تغلب كل شيء وتحقق المستحيل، وأن مصر بجيشها الباسل وشعبها الأبي لا تُقهر مهما كانت التحديات.
أملأني الفخر الغامر وأنا أستذكر بطولات رجالنا الشجعان في حرب تحرير سيناء الخالدة. فهم بحق نموذج يُحتذى لكل معاني الشرف والوطنية والتضحية. ومهما مرت السنون، ستظل تضحياتهم وإنجازاتهم شاهدة على عظمة الإنسان المصري وقوة إرادته عندما يدافع عن حقه وكرامته. فلتحيا مصر حرة طليقة بجيشها البطل وشعبها الأبي العظيم! ولتحيا ذكرى تحرير سيناء المجيدة خالدة في ضمير الأمة وذاكرتها إلى أبد الدهر!