د. محمد كامل الباز يكتب : رسالة إلي علي يعقوب ” أذهب غير مأسوف عليك”
بالأمس كان قائد عسكرى يُؤمر فيطاع، تُفتح له الأبواب وتلقي له التحية العسكرية، له الكلمة العليا التى تحدد مصائر الكثير ولكن!!
فجأة ذهب كل شىء فى غمضة عين، بين عشية وضحاها تبخر كل هذا وتم مقتل هذا القائد الذي طالما تغطرس وتكبر، طالما قتل وتجبر.
نعم تم مقتل اللواء على يعقوب جبريل قائد قوات الدعم السريع والمشرف حرفياً عما حدث من مجازر ومدابح لأهله وإخوانه فى السودان، كان قائد يخشاه الكثير ويتقي شره الجميع، لكنه الآن بين يدى القوي الجبار ليحاسبه عما اقترف فى حياته، كان بالأمس فى كامل لياقته يمشى ويجرى، يصول ويجول ، يعطى أوامره لجنوده لاغتصاب وقتل النساء فى دارفور، يستعين بالمرتزقة من كافة بقاع افريقيا ليبث الرعب فى قلب إخوانه من أبناء وطنه كي يسيطر على الفاشر شمال دارفور، لكن فجأة أصبح جثة هامدة لا يفكر فيه أحد ولن يتذكره حتي من أغواه ووعده بالمال والسلطة، لن يتذكره إلا العار والشنار، سوف تصحبه فى كل لحظة لعنات الأم الثكالي والزوجة المترملة والصبى الذى تيتم بسبب مطامع هذا الهالك، كانت تحكمه شهوة السلطة وهو يجهز جنده للاستيلاء على مدينة الفاشر شمال دارفور، من أجل هذا الاستيلاء كان يأمر جنوده باستباحة أهالينا فى دارفور وقتلهم والتنكيل بهم، كانت الطرق تعج بالقتلي الذى ستظل دماؤهم تطارد هذا السفاح، لم يكن يعلم وهو يعد العدة للاستيلاء على المدينة أن الله قد أذن أن يكون هذا اليوم أخر يوم له فى الدنيا، لم يكن يعلم أن أوامره بقتل واغتصاب أهالي دارفور ستكون اخر أمر له على جنوده وبعدها سيلقى الله على هذا؛
نعم هلك على يعقوب ولم تنفعه كل الاموال والوعود التي وعدته إياها الدول التي تريد إطالة الصراع فى السودان، لم يجني مما حدث إلا شىء واحد وهو نهايته التي جاءت بغته ليواجه ملك الملوك المنتقم الجبار ليحاسبه عما بدر منه طيلة حياته من قتل وتعذيب و اغتصاب، سيسئله الحي الذى لا ينام وعليه من الأن نسيان كل وعود الدنيا وأن يعد فقط إجابة لكل هذا أمام المنتقم الجبار،
الحكم الأن فى دار الحق عند القوي العدل الحقيقى ليس مجلس أمن أو هيئة أمم، اللواء الهالك يقف الان بين محكمة لا تدع صغيرة ولا كبيرة ولا تظلم مثقال ذرة لدرجة أنه سيقتص يوم القيامة من الشاه القرناء ( التى بقرون) لصالح الشاه الجلحاء ( بدون قرون) كي تأخذ حقها منها فى الآخرة التى عجزت عن أخذه فى الدنيا !!! قمة العدل من المولي وصلت للانعام فما بالك يا سيادة اللواء بالإنسان الذي كرمه الله،
حاول أن تعد الجواب يا علي ولتتعود على المناداة باسمك من اليوم فقد زالت الالقاب المناصب ولن ينفعك إلا عملك، تذكر الحقوق والمظالم وفكر جيداً فى قنطرة المظالم التي بلاشك سينتظرك فيها الكثير.
فى النهاية أوجه دعوتي لكل قادة الدعم السريع، لن ينفعكم من عذاب الله شىء وليكن فى يعقوب عبرة لكم، هو الان لايملك لنفسه شيئا إلا عمله. توقفوا عن قتل إخوانكم ولتذهب المصالح إلى الجحيم حافظوا على ماتبقي من أرض الخير السودان، لا تسمعوا لغرب أو شرق فوالله لن يغنى عنكم أحد أمام المولي عز وجل، اغلقوا حمام الدماء الذي فُتح فى السودان، فأول ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة من حقوق العباد الدماء، احذروا من خرمة الدماء التى ذكرها المصطفي صلى الله عليه وسلم حين قال : فى حديث ابن عمر رضي الله عنه ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة وهو يقول: «ما أطيبك وأطيب ريحك، وما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله تعالى حرمة منك، ماله ودمه وأن يظن به إلا خيرًا»)
.