علاء شبل يكتب: حجوا بلا جهدٍ أو مالٍ
لا أحد يستطيع أن يحصى فضل الله علينا وعطاياه التي لا تنقطع فإنه سبحانه وتعالى يُجزل العطاء ويمنح الحسنات ويوزع الهبات على القليل من العمل شريطة صدق النية والثقة في عطاء الله وفضله وجميل التوكل عليه ومن بين هذه الهبات تيسير الحج والعمرة لمن حالت ظروفه أو ضيق ذات يده أو انتشار الأوبئة بينه وبين تحقيق حلم حياته بالوقوف في رحاب الله والسعى بين الصفا والمروة والتلبية في حجر الكعبة الشريفة المعظمة وإن كنا قد حُرمنا هذا العام من حج بيت الله الحرام فقد أبدلنا الله حجا بحجٍ ومنحنا خمس حجات من رحابنا بل ومن بيوتنا الحج الأول هو حج الذكر بعد الصلوات فقد جاء أقوام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور ( المال)
بالأجوروالدرجات العلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموالهم يحجون ويعتمرون و يجاهدون ويتصدقون فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ألا احدثكم بأمر إذا أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم إلا أن يأتوا بمثل عملكم تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين
أما الحج الثاني فحج الجلوس بعد الفجر للضحى في المسجد فعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكرالله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حاجة وعمرة تامة تامة تامة
و هناك حجٌ ثالث يتمثل في السير إلى صلاة الجماعة فعن أبي أمامة أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مشى إلى صلاة مكتوبة في جماعة فهى كحجة ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة تامة فما أيسر تلك الحجة وعظيم فضل الله علينا
ثم تأتي حجة طلب العلم والتعلُم فقد قال صلى الله عليه وسلم من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان كأجر حاج تاما حجته ويلحق بالمسجد بالطبع أماكن التعلم الحديثة من مدارس وجامعات و أكاديميات وغيرها في تعليم وتعلُم الخير
ثم يأتى حج عظيم يغفل عنه كثير من الناس مع أنه متاح العمر كله وفي كل وقت دون زمنٍ محدد ألا وإنه حج بر الوالدين فعن أنس رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إني أشتهي الجهاد في سبيل الله ولا أقدر عليه فقال له المصطفى صلى الله عليه وسلم هل بقي أحد من والديك قال نعم أمي قال فبرها فإن فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد
تلك خمس تعدل الحج فهل من مشمر وهل من ناوٍ الحج والعمره من مكانه اللهم اكتب لنا الحج بأنواعه كلها ولا تحُل بيننا وبين بيتك الحرام.