بداية جديدة / السعادة…
بقلم / فاطمة مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية
السعادة شعورانسانى كلنا نبحث عنه و نرغب فيه و كل فرد يتمنى ان يحصل عليه و يبذل قصارى جهده فى الوصول اليه و لكن تختلف مصادر السعادة و ايضا يختلف مفهومها من شخص الى اخر او بمعنى ادق تختلف رغبات ارضاء النفس و الحصول على الرضا و الاستقرار الداخلى ، و من هنا نستطيع ان نفهم النفس البشرية و تصنيفها و معرفة مبادئ كل شخص من خلال رغباته و اهدافه و طريقة ارضائه لذاته .
و نلاحظ هنا ان مفهوم السعادة ليس مقترن بشئ محدد و بالتالى لا نستيطع ان نعطيه معنى واحد …. بعض الافراد تحصل على سعادتها حينما تنجح و تصل الى اعلى المناصب اى كان طريقة الوصول و من الممكن ان تتنازل على مبادئها مقابل ذلك …افراد اخرى تجد سعادتها فى ان تكون اسرة و تعيش داخل مناخ اسرى صحى يسوده الاستقرار و السلام النفسى …افراد اخرى تجد سعادتها فى السفر و العيش فى مستوى اجتماعى تسوده الرفاهية و البذخ … افراد اخرى تجد سعادتها فى الدراسة و العمل و تبذل قصارى جهدها لتصل الى اعلى مستوى من التعليم… تعددت اوجه السعادة و مصادرها من فئة الى اخرى واضحة و صريحة و لكن هل هى فعلا هذه اوجه السعادة ولا هذا الشعور شعور مؤقت سوف ينتهى بانتهاء الوقت او بانتهاء رغبة الحصول عليه او بالحصول عليه بالفعل ؟؟؟؟ انخدعت عزيزى القارئ بمنتهى البساطة .
تعال معى نتعرف على المعنى الحقيقى للسعادة :
السعادة فى الرضا ….الرضا بما كتبه الله لك من نعم ، حصولك على الصحة سعادة ، الرزق البسيط القليل مع البركة هو منتهى السعادة ، رضا والديك سعادة ، تنام و انت على يقين و لديك حسن ظن بالله سعادة ، حصولك على عمل و غيرك عاطل سعادة ، صلاتك و تقربك من الله سعادة ، رضائك على نفسك و لديك ضميريحاسبك و نفس تلومك سعادة ، الرضا بقضاء الله و قدره سعادة …. نرى هنا ان السعادة الحقيقية فى الرضا و النظر للنعم الموجودة فى حياتنا و شكر الله عليها و تكرار الحمد يزيد من ارضائنا النفسى و العيش فى سلام داخلى و ايضا زيادة هذه النعم بالشكر يضاعف من وجودها و استمرارها يقول الله سبحانه و تعالى “إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ” و هنا ياتى السؤال الاهم هل انت راضى بما حصلت عليه ؟؟ هل تشعر بالرضا ؟؟ هل عندك يقين و حسن ظن بالله انه سوف يعطيك بزيادة على صبرك و ثباتك و حمدك لنعمه ؟؟ هل انت تشعر بالسعادة الحقيقة و لا يأست وتقبلت وضعك اى كان لانك لا تسطيع تغييره ؟؟ يوجد فرق كبير بين الرضا الحقيقي و بين الاستسلام و الياس …احذر وعد الله حق و الاية الكريمة واضحة و صريحة شكرت و حمد سوف يزيدك كفرت سوف يكون العقاب بسحب هذه النعم .
و هنا نلاحظ الترابط بين الرضا و السعادة و زيادة النعم فى كتاب الله عز و جل ….هل بعد كلام الله سبحانه و تعالى محتاجين اى تعريف او معنى للسعادة اخر او مناقشة ما هى السعادة الحقيقية ؟؟ عليك عزيزى القارئ ان تدرك نعم الله عليك و تشعر بيها و تحمده على عطاياه و على ايضا منعه لان رب الخير لا ياتى الا بالخير عليك ان يبقى لديك يقين بذلك و ان تستشعر الرضا فيما تحصل عليه لكى تعيش فى سعادة حقيقية و ليس سعادة زائفة تزول مع الوقت ، و لكى تحصل على سلامك الداخلى و استقرارك النفسى عليك دائما بالتقرب الى الله و سبحانه و تعالى و حسن الظن بيه فى كل امور حياتك حتى تستشعر رضاه ، و من هنا يتغير تفكيرك و يتجه نحو الاتجاه الايجابى و هذا ما يحثنا الله عليه و رسوله و عليك ان ترضى بما كتبه الله لك و الايمان الكامل بقدره حتى تحصل على السعادة التى تريدها فى حياتك و مستقبلك .
و من هذا اليقين تاتى السعادة التى تدوم و تكون بالنسبة لك بداية جديدة و لكنها مختلفة مليئة بالرضا و الراحة و الشعور بالاطمئنان ….سعادة الرضا
بداية جديدة