900
900
مقالات

أ. د.عادل القليعي يكتب : من الذي ينبغي تكريمه.؟!

900
900


دوما ما أشعر بغصة في نفسي كلما حصلت على تكريم بأي صورة من صور التكريم سواء شهادة تقدير ، أو شهادة مشاركة في ندوة، أو درع كلية وجامعة ، أو عضوية فخرية من منظمة ثقافية عالمية
وهى تكريمات معنوية ولا مندوحة عن ذلك ، فنحن نسعد بهذا التقدير والتكريم.

لكن السؤال أين تكريم المؤسسة التعليمية التي ننتمي إليها ، أين تكريم جامعاتنا، كلياتنا ، هل عندما نتقدم لمسابقة أدبية نتقدم بشخوصنا أم نتقدم بلقبنا العلمي وانتماءنا للجهة التى نعمل بها.
سبحان الله وكأن زامر الحي لا يطرب ولا يسمع، نكرم من جامعات مصرية، وجامعات الأزهر الشريف، نكرم من الأكاديمية الدولية للثقافات، والإتحاد العالمي للمثقفين العرب ، وجامعتنا وكليتنا………….. لا ندري لماذا ولماذا ولماذا
وقد نجد ردا أن الذين يحصلون على جوائز كثر، سنكرم من ومن ومن، ولماذا لا نكرم الجميع، أليس هؤلاء فخر لكلياتهم وجامعاتهم وفخر لبلدهم الحبيب.؟!
كثير من الزملاء والزملات حققوا أوسمة عالمية وكلياتهم في واد آخر ، أليس الحصول على هذا الوسام أو الدرع تقدير للمؤسسة التي ننتمي إليها.
المسألة واضحة لكل ذي بصر وبصيرة ، لكل ذي عقل يعقل ، الرد حتما سيكون طبعا تكريم للمؤسسات التي ينتمي إليها المكرم.
لكن لا ندري لماذا هذا التجاهل وهذا الإهمال ، في حين أنه تقام حفلات تكريم في شتى المناسبات ، فلماذا لا تلتفت الإدارات إلى هؤلاء الأساتذة الذين كرموا رسميا من دول بعينها ومن مؤسسات دولية وعالمية معتبرة.
كان من الممكن أن نلتمس الأعذار للانشغال ، لكن تقام حفلات وتوزع فيها شهادات وتحضرها قيادات.
فلماذا هذا التجاهل ، وهذا سؤال مشروع ؟!
لا أطرحه استجداءا لأحد ، ولكن قد نسئل عن لماذا لم تكرمكم مؤسساتكم آلتي تنتمون إليها!، بماذا سنرد؟!!
حقيقة فى القلب غصة
نحن نجتهد ونكتب ونحصد المراكز الأولى في المسابقات العالمية ، نكتب لأننا نحب الكتابة.
نعم كرمنا الله تعالى من فوق سبع سموات (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، فإذا كان الله تعالى كرمنا ، فلابد أن نتخذ ذلك قدوة وأسوة، ولو بكلمة طيبة تشجع المرء على الاستمرارية والمواصلة والعطاء.
ليس هذا وحسب بل نجد الذين يكرموا وتعقد لهم الحفلات ويطلقون عليهم نجوم ، الفنانين والممثلين ولاعبي الكرة وتقدم لهم الهدايا والدروع ، ونحن لا نرفض ذلك بل نعضد هذا الأمر بقوة لكن لمن فعلا يستحق التكريم ، لمن أجاد في عمل سينمائي جاد يناقش قضية مهمة وساهم في حلها ووضع الحلول المناسبة ، لكن أكرم ممثلة هابط ، صاحب فيلم هابط ينشر الرذيلة بين أفراد المجتمع ، هذا ما نرفضه بشدة، بل نقول بمنتهى الحزم لكل من يقف لهم ويكرمهم قفوا عند منتهاكم ولا تتمادوا في مثل هذه الفوضوية العبثية.
وعلى الدولة ممثلة في وزارة الثقافة مراعاة ذلك جيدا.
وإذا ما ولينا وجوهنا شطر مسألة مهمة لا تبتعد كثيرا عن موضوع التكريمات، هذا الموضوع هو موضوع جوائز الدولة المتقدمة من وزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة إدارة الجوائز نقول ينبغي مراعاة الحيادية التامة فى من سيتقدم لجوائز الدولة سواء التشجيعية أو التفوق ، أو النيل ، أو التقديرية ، مراعاة تشكيل لجان سرية- أقصد سرية سرية وليست شبه سرية بمعاني بمجرد تشكيلها يتسرب هذا التشكيل للمتقدمين أو لبعض للمتقدمين من ذوي الحظوة والقبول وتبدأ الإتصالات الليلية والظهرية والصباحية والفجرية- لجنة محايدة لفحص إنتاج المتقدمين ، وإلا سنفاجأ بذهاب هذه للجوائز إلى غير أهلها ، وهذا يضرب الثقافة في الصميم بل ويؤدي إلى تدن في ما يقدم من إنتاج فكري.
ناهيكم عن الإحباط الذي سيصيب الأساتذة الحقيقيون ، المفكرون المبدعون ، عندما يرون س أو ص تفوق عليهم لأنه صديق فلان أو محسوب على علان.
لابد وحتما على وزارة الثقافة (إدارة الجوائز أن تراعي ذلك جيدا – ولا ينبغي بحال من الأحوال أن ننكر ذلك لأنه حدث بالفعل وتفوق بفعل فاعل ، تفوق الأقزام المتقزمين ، على الأشاوس العمالقة أساطين الفكر في كافة مجالاته ، والنتيجة منتج ركيك هذيل أعوج أعرج يقدم ، فلا ينبغي علينا أن ندفن رؤوسنا فى الرمال كالنعام.
السيدات والسادة أنا لا أشخصن المسألة ، فلم ولن أتقدم للحصول على هذه الجوائز ،ولكن نرى بأعيننا ما يحدث ، وهذه كلمة حق نقولها ، لماذا ؟! لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، ونعوذ بالله أن نكون هكذا ، وكنت دوما اسأل بعض الزملاء لماذا لا تقدمون في كذا وكذا ، الرد ، ولماذا أقدم والنتيجة محسومة ؟!!؛
ألا لعنة الله على الوساطة والمحسوبية ، ألا لعنة الله على الظالمين.
إذا أردنا حقا النهوض بواقعنا الفكري والثقافي لابد من قياداتنا النظر بعين الإعتبار لهؤلاء الكتاب وهؤلاء المفكرين الذين يقدموا خلاصة أفكارهم للنهوض بهذا الواقع الفكري ، نعم يجتهدون قدر استطاعتهم للخروج من هذا المأزق وهذا النفق المظلم إلى آفاق عالم رحب فسيح ، منطلقين بفكرهم إلى الأمام وإلى جمهورية جديدة ننعم فيها بتكريم يليق بهذه القامات العلمية والثقافية والأدبية مما يشجعهم على مواصلة العطاء.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى