وفاء أخضر تكتب : جلت في بيتي… ماذا آخذ معي؟
هنا هري الراقي ليو… وهنا ثيابي وهنا أغراضي وتفاصيلي التي انتقيتها على مدى عمري كاملا… وهنا الأثاث وهنا الجدران وهنا الحديقة وهنا ضحكتي وهنا مللي وهنا بعض دمعي وهنا مطبخي وهنا مؤنة البيت التي حضّرتها بنفسي وهنا العنادل التي تحطّ على شرفتي وهنا شجرة الليمون المثقلة بثمارها وهنا ياسمينتي وعطرها وهنا السماء وزرقتها وهنا الأرض وترابها وهنا دراجتي ورحلاتي الصباحية وهنا وهنا وهنا… ماذا أحمل وماذا أترك… ؟
تركت كل شيء وحملت أرواحنا ( روحي وعائلتي) وكومة مفاتيح وأغمضت عيني.. هدهدت ذاكرتي…
وهمست لي( لنفسي): ” الآن لك ومعك أنّى كنت…”
والآن ومع كل آن يتساقط ويتهافت نتف من قلبي: قريب، صديق، جار، زميل، معارف… حكايا … بيوت وشوارع …
أزدرد غصتّي وأعدو وقلبي الذي يتمدّد، يتسع، ينتفخ ، نحتضن ما تبقّى من أحباب … نقاوم بابتسام شاحب وصلاة: يا الله لا تنسنا … لبناني بأهله بأرضه بأكمله في أعينك.