900
900
مقالات

بداية جديدة / الغضب …الحقيقى و الزائف

900
900

بقلم / فاطمه مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

كثير منا او معظمنا يتعرض لمشاعر الغضب سواء فى مجال العمل او فى محيط الاسرة و الاصدقاء و تختلف ردود الافعال بين شخص و اخر… تتحكم فيها المستوى الفكرى و التعليمى و الاخلاقى و التنشئة الاجتماعية لدى كل فرد ، و تكون مشاعر الغضب دائما سلبية و يترتب عليها نتائج غير مرضية سواء للشخص القائم باعمال و انفعالات الغضب او من يسقط عليه هذا الفعل .
و لكن هل سالت نفسك عزيزى القارئ مشاعر الغضب هذه صادقة ام مزيفة ؟؟ و هل فعلا يوجد اختلاف بينهم حقيقى ام هما الاثنين مردافين لمعنى واحد ؟؟ و هل هذه المشاعر فعلا مؤذية ام تنتهى بمرور الموقف ؟؟ و هل نستطيع من خلالها ان حكم على الشخص حكم صحيح ام هناك بعض العوامل التى تجعل من حكمنا مزيف ؟؟ تعددت الاسئلة و الاجابات و اختلفت من فرد الى اخر و لكن هناك ثوابت و مواقف على ارض الواقع نستطيع من خلالها ان نرى الصورة كاملة و فى نفس الوقت صائبة …..تعال معى نشرح بالتفصيل و نتعرف على راى علماء النفس و الاجتماع نحو مشاعر الغضب الحقيقية و المزيفة .
مشاعر الغضب الحقيقية : نتيجة عدة مواقف و افعال حدثت و تكررت بصورة مستمرة على فترات ليس بعيدة و من نفس الشخص بعد عدة توجيهات له و لكنه غير قابل او واعى لما يفعله فى حق الاخرين من اخطاء و اهانات جعلت من الفرد الذى تم وقوع الضرر عليه الى انسان مشحون و لديه مخزون من المشاعر السلبية فاقت قدرته على الاحتمال و بدات تحتاج الى تفريغ سريع و من هنا يبدا المتضرر ان يرد بافعال غير مرضية و تكون على عدة مرات و نلاحظ هنا عامل الوقت اى ان من وقع عليه الضرر يتم تفريق طاقته السلبية على عدة مراحل و على وقت زمنى طويل و هنا يسمى ( الغضب الحقيقى ) حيث ان عامل الوقت يعتبر عامل اساسى و تعدد المواقف و تاثيرها عليه يعتبر عامل اخر ، و نرى هنا ان علماء النفس اهتموا بعامل الوقت جدا و اعتبروه محور اساسى فى تاثير الغضب حيث من الطبيعى ان الانسان مع مرور فترة زمنية معينة ( و تختلف من فرد الى اخر ) يبدا فى استعادة توازنه النفسى مرة اخرى و اتزانه و لكن هنا عامل الوقت كان بمثابة تاكيد و اداة قوية لاثبات ان هذ الغضب ليس الا غضب حقيقى نظرا لتوافر عنصر الوقت و اطالته و مدى تاثيره على الشخص الذى تم وقوع الضرر عليه .
مشاعر الغضب الزائفة : هى مشاعر تحدث نتيجة موقف معين و تكون هذه المشاعر وقتية لا تتعدى الدقائق و مع مرور الوقت ( ليس بوقت طويل ) تتغير هذه المشاعر و يسترد الفرد ثباته الانفعالى مره ثانية و يتجاهل مشاعر الغضب نهائى و لا يستطيع التفكير فيها او تذكرها مرة اخرى ، و تنتج هذه المشاعر فجاة بدون تراكمات او مواقف متعددة و لا يكون لها تاثير نهائى على الفرد او المحيطين به حيث ان عنصر الوقت يعتبر غير محسوس او مرئى فى مشاعر الغضب الزائفة و من هنا نلاحظ ان حدوث اى افعال او ردود افعال لا ينتج عنها اى ضرر للفرد او للمحيطين به و بالتالى لا يوجد اى اذى او مشاعر سلبية نستطيع ان نذكرها .
لقد استعرضنا هنا مشاعر الغضب الحقيقى و الزائف و عليك عزيزى القارئ ان تفرق تفريقا صحيحا و صائبا بين الاثنين لان كل مصطلح منهم يسلك طريق مختلف عن الاخر و بالتالى سوف تحصل على نتائج مختلفة و يكون تفاعلك و رد فعلك بالتالى مختلف و هذا سوف ياثر على مدى سلامك النفسى و استقرارك الداخلى ، لان بكل بساطة و وضوح مشاغر الغضب الحقيقية من الممكن ان تكون مؤذية الى درجة مرعبة يتوقف مدى الاذى على تصنيف اخلاق الشخص نفسه و مدى ما وقع عليه من ضرر نفسى اما مشاعر الغضب الزائفة فليس لها اى ضرر او اذى يذكر و بالتالى هنا سوف يتحدد مدى رؤيتك انت فى التعامل مع هذه المشاعر او مع هذا الشخص التى سوف تاثر عليك بالتاكيد تاثيرا مباشر و تجعل منك شخص على وعى و ادراك و نضوج كافى للحكم على الموقف و الاشخاص المحيطين سواء على المستوى العملى او مستوى الاسرة و الاصدقاء .
و من هنا نصل الى بداية جديدة فى حكمنا على الافراد و المواقف و مدى تحليلنا للافراد المحيطين بينا و كيفية التعامل معهم و ادراك حدود كل فرد منهم و تصنيفهم ما بين فرد مؤذى و فرد غير مؤذى و اذا استطعنا التفرقة و التحليل الصائب سوف ينعكس ذلك بالتاكيد على مدى النظرة المستقبلية لحياتنا معا خصوصا اذا كان على مستوى الاسرة او الاصدقاء الميحطين اما اذا كان فى محيط العمل سوف نتفهم شخصية زملائنا و ندرك كيفية التعامل معهم فى مناخ سليم او سوى على الاقل ينتج عنه عمل ناجح و فى نفس الوقت يتم الاخذ فى الاعتبار ( الحذر ) و معرفة مدى الضرر من الافراد العاملين فى محيط العمل و اعادة مسار التعامل معهم مرة اخرى بطريقة مختلفة حتى تتجنب اى اذى او ضرر يقع عليك .
بداية جديدة …..

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى