وفاء أخضر تكتب : قرّرت أن أؤرخ فرحي
صغيرة كنْتُ في أُخْوتي
وضئيلة كنت في أمّتي
الأمم تلعب حربا وسلما
والملايين ينزحون
والملايين يعبسون
والملايين ينْفَقون
وينجو يونس
وينجو موسى
وينجو عابر سبيل
وينجو أحد ما
ولا ينجو أبي
أرقُص فوق قبر أبي
أتنطّط بكاء
وأتمتم:
رفعنا لك ذكرك
وأبتسم
يلاحقني أبنائي وأشقائي وفاعلو الشر
بالحجارة
بدعوى أنّي مجنونة القرية
يهجرني زوجي
أجمع ابتسامه الشحيح
أكدّس الحجارة
أبني موقدا
وأتمتم: إنّهم عمل صالح
وإنّهم أهلي
وأبتسم
أخي نسي قلبه بين صفعات المليشيات والفقر
ارتدى بزة رجالات الحرب
أطلق الرصاص على زنبقتي البيضاء
وأحرق بيته وبيتي
والوطن
لملمت عطر زنبقتي
نثرته على دربه
وفي الصحائف البيض
وابتسمت
كان حبيبي طفلا بعينين حزينتين
مسُدت جبينه وشعره
بحنو طافح
ابتسم وأصبح رجلا
أصبحت الأرض بحرا
سريعا…ابتلع البحر
حبيبي
وأصبحت كلّي اشتياقا…
وحزنا…
أحمل السماء والبحر… أحمل ذيل فستاني الأبيض الطويل
ألملم بقايا حبيبي
يغني لي :
أنا ذا حبيبك يا امرأة
أ ما زلت عطشى؟
.