900
900
مقالات

بداية جديدة / الحب بين الوهم و الحقيقة

900
900

بقلم / فاطمة مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

يحدث على مدار فترات متباعدة أو متقاربة لنا جميعا الوقوع فى مشاعر إيجابية يطلق عليها البعض مصطلح ( الحب ) يشعر الفرد بسعادة و احساس عالى و طاقة ايجابية تخلق منه انسان مستقر نفسيا و يشعر بسلام داخلى و من الممكن ان يتحول الى شخص معطاء و بالتالى ينعكس ذلك الشعور فى افعاله مع المحيطين به حتى و ان كان عكس ذلك لفترة من الوقت قد لا تكون طويلة …. و نلاحظ هنا عامل الوقت وهوعامل اساسى و محور هذا المقال عزيزى القارئ ، حيث ان عامل الوقت هو من يحدد اذا كانت هذه المشاعر حقيقية ام وهم …. تعال معى نتعرف على رأى علماء النفس و الإجتماع لمفهوم الحب بين الوهم و الحقيقة .
طبيعى و يحدث باستمرار اننا نشعر اتجاه بعض الاشخاص بمشاعر ايجابية و تتحول بعد ذلك لمشاعر اكثر قربا و احتياجا لوجود الفرد الذى نتبادل معه هذه المشاعر و مع مرور وقت ليس طويلا نكتشف اننا غير راضيين او لا نشعر باستقرار داخلى و سلام نفسى او حتى بقيمتنا الذاتية و تنهار هذه المشاعر الايجابية مع أول صدام قوى و حقيقى ، و نتسائل وقتها أين الاحساس المرهف الذى كنا نشعر به ؟؟ أين إحساسنا العالى الذى كان ننساق اليه و نشعر معه بالسعادة ؟؟ هل كنا محتاجين لمشاعر الحب و توهمنا اننا ما نشعر به هو حب حقيقى و جاءت المواقف كى ترد على هذا السؤال أم ماذا حدث ؟؟ تعددت الاسئلة و اختلفت الاجابات و اصبحت عزيزى القارى مشوش و مشتت و لا تستطيع التفريق اذا ما كنت تشعر به حب حقيقي ام وهم …. هنا يتدخل العلماء و يضعوا اجابات مبسطة و واضحة فى نفس الوقت ، الحب الحقيقى يحتاج لوقت طويل لكى ينضج و يكون مبنى على اساس سليم و جذور قوية و صحيحة و مع مرور الوقت و المواقف و تعددها و خصوصا لو كانت مواقف صعبة يقوى هذا الحب و يكبر و يبدأ كل فرد ياخذ من مقدار رصيده و مع كل موقف يجتازه الطرفين ينمو هذا الحب اكثر و اكثر و يقرب بين الطرفين و يحدث نوع من التفاهم و الانسجام و الشعور بالامان و الحاجة الملحة لوجود الطرف الاخر بل الاحتياج له فى كافة الامور الحياتية ، اما الحب الوهمى فهو لا يصمد طويلا لانه يكون مجرد احتياج للحب نفسه و مشاعر حالة الحب الذى يتوهم الشخص انه بحاجة اليها نظرا لوجود قصور فى مستوى الاسرة ( و هذا القصور سوف يكون له مقال منفصل ليس موضوعنا الان ) و مع اول موقف قوى و صارم ينتهى و يزول بل و لا يستطيع اصلا صاحب هذا الشعور ان يتذكره و يتم نسيانه من الذاكرة …..نقرر ان عامل الوقت هو من يحكم و يحسم هذا الشعور و لكن هل يختلف عنصر الوقت و مدته من فرد الى اخر ؟؟؟ سوف اترك الاجابة لك عزيزى القارئ حتى يستطيع كل فرد مناقشة نفسه حتى لو سرا و معرفة الاجابة ايضا سرا نظرا لاختلاف طبيعة كلا مننا ، و هنا سوف تظل الاجابة مفتوحة و غير محددة…. هل الوقوع فى الحب سواء كان حقيقى او وهم يعيش الانسان من خلاله فترات سعادة حتى لو مزيفة …..بكل وضوح نعم لان احساس الحب و الاهتمام احساس يجعلك تشعر بقيمة نفسك حتى ولو لحظات .
و من هنا نستطيع ان نقول لقد نجح علماء النفس و الاجتماع فى التفرقة بين الحب الوهمى و الحقيقى بطريقة مبسطة و لكن سوف تظل الاجابة مفتوحة و لا يستطيع اى فرد ان يجاوب على هذا اللغز لماذا مع كل المعاناة و الحيرة و التشتت فى مفهوم هذا المصطلح معظمنا نلهث وراء هذا الوهم حتى لو كانت السعادة فيه عبارة عن سعادة وقتية لا تتعدى لبضع ثوانى …. و هنا نصل الى نقطة غاية في الاهمية و هى اى كانت هذه المشاعر و نتائجها كلنا محتاجين ان نشعر بها و نعيشها و نستمتع بها و لكن عليك التفرقة الصحيحة بينهم حتى تستطيع ان تبدأ بداية جديدة و مختلفة بداية حقيقية و ليس وهم .

بداية جديدة ….

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى