مدن الجليد
بقلم / حنين الصايغ
حين يأتي الليل
أجري إلى السرير
كأني مطاردة
أنزلق تحت الأغطية الباردة
كأني لا أود الوقوف بعد ذلك
أعلن انتصاري على النهار
بالتشبث باسمك
أفعل هذا بحميمية فائقة
ألفظ اسمك
وكأنه غاية نهاري كله
ومردود ساعات العمل جميعها
كلحظة مضيئة وحيدة في يومي
أردده بلذة ولوعة…
قبل أن تفتح مدن الجليد أبوابها
أردده وكأنه
الكلمات الاخيرة لشخص
اكتشف للتو قدرته على الكلام
قبل النهاية بجملة واحدة!
أبتسم وأناديك مرة…
أسمع صوت طفل يضحك عند الشاطىء
أراه يشكل جسم امرأة بالرمل
ويقول: هذه حبيبتي!
أناديك مرة أخرى
أرى الطفل في الحقل
يقطف الزهور
و يدور حول نفسه بفرح
ويقول: ستأتي حبيبتي!
أناديك مرة ثالثة…
تقع يدك الدافئة
فوق خدي الملتهب
أبتسم …
وتتدحرج دمعة من عيني
باتجاه العرق
الاكثر انتفاخا في يدك.
يضرب الرعد زجاج نافذتي
يقع جسد المرأة الرملية
عند الشاطىء
اسمع الطفل يبكي
وتفتح مدن الجليد أبوابها…
٢٠١٦