ولسه بحلم…….
بقلم / علا عبد الهادي
سؤال حائر لم أجد له إجابة.. لماذا أصبح إختيار الطبيب الجيد او المتميز امر غاية فى الصعوبة؟
المرض بلاشك أقسى امتحان يمر به الإنسان.. حيث يصبح عاجز ضعيف فى أمس الحاجه للمساعدة.. ليست المادية فقط.. فالأصعب هو ان يجد من يعطيه الأمل ويدله على بداية الطريق للشفاء.. فبالتأكيد مفتاح العلاج هو الوصول لطبيب يجيد مهنته وعنده ضمير.. خاصة فى التخصصات الدقيقة التى تتطلب متخصص من أهل الخبرة..
لكن للاسف ليس فى مجتمعنا آلية تساعد المريض فى مرحلة بحثه عن الطبيب المطلوب.. فأصبح المريض يعتمد على معيار الشهرة خاصة بعد ان روجت وسائل الإعلام لعدد من الاطباء لأهداف تسويقية واعلانية وتجارية أيضا.. فأصبح الظهور الإعلامى المكثف للطبيب هو ما يعطى المريض الامل بأنه الطبيب المطلوب .. وهذا لا ينفى ان بعض منهم جيدين بالفعلا.. ولكن كيف للمريض البسيط التمييز او الحكم بينهم لذلك لا يمكن الأخذ فى الإعتبار بأن الظهور الاعلامى معيار لتقييم الطبيب علميا.
معيار آخر يخضع للشهادات وعضوية الجمعيات الأمريكية او الأوروبية والتى يحرص اغلب الاطباء على إستخدامها عند تعريف انفسهم برغم ان معظمها شهادات غير معترف بها كما ان بعض هذه العضويات تكون باشتراك مادى ولا تتطلب أى شهادات أوابحاث للطبيب طالب العضويه.
معيار آخر يخضع لإرتفاع سعر الفيزيتا والمنطقة الجغرافية لعيادة الطبيب على اعتبار انه كلما كان السعر مرتفع والموقع فى حى راقى كان ذلك دليل علي جودة الخدمة التى يقدمها الطبيب وهذا الموضوع يحتاج الى اعادة نظر فى الاسعار الجنونية لبعض الاطباء الذين حولوا هذه المهنة الانسانية الى سبوبة تجارية وحرمت المريض البسيط منها.. على اعتبار ان “الى معهوش مايلزموش” ولكنه ايضا معيار غير موضوعى فلدينا العديد من الحالات لمشاهير الفن والاعلام عانوا من اخطاء الاطباء من اصحاب الاسعار الجنونية وبعضهم دفع حياته ثمن لذلك..
لذلك مطلوب آلية عاجلة من الدولة ممثلة فى وزارة الصحة ونقابة الاطباء لانقاذ المريض ومساعدته فى اختيار الطبيب الجيد المناسب لحالاته مع توفير وسائل للتواصل معهم باسعار تتسم بشئ من العدل..
وتبقى شخصيه الطبيب واخلاقه ومراعاته لضميره المهنى أمر بينه وبين ربه لايمكن إخضاعها للرقابة !!