بداية جديدة / التجاهل الإيجابى
بقلم / فاطمة مصطفى
أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية
يمر علينا كثيرا مفهوم التجاهل و كلا منا نترجمه الى الابتعاد نهائى و التغافل و الانسحاب من اى موقف او كلام سئ يضر بالاستقرار الداخلى للفرد او بمدى سلامة الصحة النفسية لدية . تعريف بسيط و سهل و جميعا نتفاعل مع هذا المصطلح بهذه الطريقة و لكن هل سأل اى فرد نفسه ما معنى التجاهل الايجابى ؟؟ هل هو تجاهل بمفهومه الدارج ام له معنى اخر و مختلف تماما ….. تعال معى عزيزى القارئ نتعرف على راي علماء النفس و الاجتماع بخصوص هذا المصطلح ….
التجاهل الايجابى هو تدريب الفرد على عدة مراحل مختلفة و وقت زمنى يختلف مدته من فرد الى اخر بان يتم التعامل مع المواقف و الافعال و الكلام التى تاثر سلبيا على الفرد بكل هدوء و ايجابية و ثبات انفعالى ( و لقد كتبت فيما مضى مقالين يناقشوا تفصيليا معنى الايجايبة و الثبات الانفعالى ) اى العكس تماما و ليس الانسحاب او الابتعاد و التغافل …. بمعنى اوضح و ابسط ان يكون رد الفعل اتجاه اى فعل مؤذى عكس ما يتوقعه الشخص الذى يقوم بدور الاذى النفسى ، يجب عليك ان تتسم فيك كل صفات الهدوء و الحكمة و تحكيم العقل و التفكير لبضع ثوانى لماذا يقوم هذا الشخص بهذا السلوك العدوانى ؟؟ ماذا يريد ان يصل اليه ؟؟ و ما هو مردود هذا الفعل ؟؟ اذا استطعت ان تجاوب على هذه الاسئلة سوف يختلف تماما رد فعلك و تصبح اكثر هدوءا بل سوف تقوم بردود افعال تجعل من الشخص المؤذى مجرد نكرة او لاشئ و يصبح هو فى حالة غليان و انكسار و هزيمة و يشعر باهانة لانه لم يشبع رغبته فيما يريد ان يصل اليه من اذى ، لقد قمت بتحطيم كل اسحلته النفسية التى يريد ان يستخدمها او يهزم بها سلامك النفسى بمجرد تنفيذ عكس ما يريده من انفعال سلبى ، كن دائما انت المتحكم و اكبر من اى موقف تتعرض له لا تسمح لى اى فرد ان يكون هو الفاعل و انت المفعول به …اجعل من ابتسامتك سلاح يقتله …اجعل من نجاحك و تفوقك رد فعل يثير نيران غضبه …لانه من الطبيعي انه منتظر ان يراك مهزوم غير قادر على الانتاج ، واقف مكانك لم تتقدم خطوه واحدة ، سلامك و استقرارك النفسى تم العبث بهم و حصل خلل فى وظائفهم ….عليك ان تجعله ان يفشل فى تحقيق و تنفيذ خطته و ايضا كن على ثقة انه لو فشل فى ذلك سوف يقوم بتشويه صورتك و سمعتك …هنا ياتى اكبر اختبار لك انت وحدك و هو التركيز دائما على شئ واحد فقد ( التجاهل الايجابى ) بالاستمرار فى العمل و النجاح و ان تنمى من قدرات نفسك و تكتشف امكانيات جديدة فى شخصيتك و تقوم بتدريب نفسك بنفسك على هذا …. و من هنا اذا ادركت هذا المفهوم جيدا و فاهمت الحرب النفسية التى يقوم الفرد باستخدامها اتجاهك و استوعبت و ادركت قيمة نفسك جيدا سوف تكون انت المنتصر على نفسك قبل اى فرد اخر .
اجعل من كلام الناس و تشويه لسمعتك و لصورتك و اذاك النفسى تحدى اكبر و اكبر لكى تنجح و تتفوق على نفسك و تجعل بمن قام بهذه الحرب اتجاهك و من صدقوه ايضا وسيلة و اداة تدفعك للامام و مع مرور الوقت و مع استمرارك فى خطتك و نجاحك سوف تنحنى هذه الروؤس امامك و يراجعوا انفسهم الف مرة و الحق سوف يفرض نفسه و تتبدل الادوار وايضا سوف تقوم انت بدور الرفض لمن حولك و لمن اذاك و من قاموا بتصديق كلامه لان نجاحك سوف يفرض نفسه ….هل تستطيع عزيزى القارئ ان تقوم بهذه اللعبة جيدا ؟؟ هل فاهمت ابعادها و دورك فيها ؟؟ عليك الان ان تجاوب …
و اذا وصلت الى هذه النقطة و ادركتها تماما ان النجاح و العمل و التفكير بايجابية هو سلاحك المنتصر دائما و تنمية مهاراتك هو بمثابة نقطة تحول فى حياتك المستقبلية سوف تبدا بداية جديدة و مختلفة ترضى بها نفسك اولا و تهزم بها اعدائك ثانيا ….اشتغل على نفسك و انجح و اكتشف نقاط الضعف و حولها الى نقاط قوة حتى تصل الى درجة الثقة بالنفس التى تجعل منك شخص غير قابل للهزيمة انها حرب نفسية و انت المسئول و المتحكم فيها هل ترضى ان تكون فاعل ام مفعول به ؟؟؟
بداية جديدة …..