( ولسه بحلم )
بقلم/ علا عبد الهادي
ليالى الحلمية.. رافت الهجان.. اربيسك.. الشهد والدموع..صيام صيام.. على هامش السيرة ومحمد رسول الله وغيرها وغيرها الكثير.. كلها مسلسلات ارتبطت بشهر رمضان مهما مرت السنوات لا يمكن ان ننساها فقد كانت لها بصمة في حياتنا. . ايام كانت كل شىء له لون وطعم ورائحة فقد كانت الساعة ٧:١٥ في رمضان ميعادا مقدسا ومن الصعب ان تجد احد فى الشوارع فمعظمهم فى البيوت أمام شاشة التليفزيون فى حرص شديد لمتابعة المسلسل العربي وفوازير نيللى وشريهان والاطفال فى منتهى السعادة وهم يشاهدوا بوجى وطمطم وفطوطة وبكار بعد الفطار .. لم يكن الامر مقتصر على مجرد المشاهدة.. لكن كانت جرعة من التربية وغرس القيم والاخلاق فى هذه الاعمال الفنية فقد كانت اعمال مهمة وعظيمة انتجها ماسبيرو اثناء ريادته وعصره الذهبى.
فى الحقيقة كان لرمضان طعم ومذاق مميز.
وكان هناك إحترام لعقل المشاهد والحرص على تقديم قيم وأخلاقيات مجتمعية الى جانب تقديم المتعة والمعرفة ونشر البهجة والارتفاع بالذوق العام واظهار مواطن الجمال في المجتمع بكل شياكة واحترام وبدون اسفاف.
حيث كان هناك التزام بالمعايير المهنية والأخلاقية لتقديم رسالة اوخدمة أو قضية فى كل ما يعرض من أعمال سواء مسلسلات أو إعلانات
لكن ما نراه الان من مسلسلات اواعمال على الشاشة اغلبه لا يقدم الا الألفاظ البذيئة والحوارات المتدنية والسوقية والمخدرات وزنا محارم والتسويق للبلطجة والكثير من السلوكيات التي تشوه الميراث الأخلاقي والقيمي للمجتمع كما انه غير مقبول فى الشهر الفضيل بدعوى أن هذا هو الواقع فى الشارع المصرى.
لذلك لابد من مراجعة الضمير المهنى والمجتمعى فيما يتم عرضه على شاشات التليفزيون و البعد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة .. والتي تخرج عن سياسة البناء الدرامي .. وتسيء للواقع المصري وللمصريين .. خاصة أن الدراما المصرية يشاهدها الوطن العربي والعالم كله.