الشعب المستريح ….
بقلم / هند عبد الغنى
أصبح لقب ( مستريح ) من الألقاب الدرجة.. فبين ليلة وضحاها نجد خبر يشير الى القبض على مستريح جديد يستولى على أموال تقدر بملايين من محافظة ما ….
والسبب وراء إنتشار وارتباط هذا اللقب ( المستريح ) الى أول شخص قام بالنصب.. فكان فى إحدى قرى الصعيد وكانت شهرته احمد المستريح …ومن هنا استخدم هذا اللقب أسوة بهذا الرجل ….
والحقيقة ان اكثر الاماكن التى تضررت من عمليات النصب والإحتيال هى القرى البسيطة التى يسعى سكانها الى المكسب السريع.. ولكن سرعان ماانتقلت العدوى الى المحافظات والمدن دون استثناء ….
والحقيقة ان الفساد موجود فى كل زمان ومكان لكن القاعدة تكون الضمير والنزاهة.. والفساد هو الاستثناء لكن للأسف العكس هو الشائع ….
فالمواطن … الذى لا يحترم اشارة المرور او يلقى بالقمامة وسط الطريق فاسد و( مستريح)
والمواطن … الذى يقوم بأخذ دور غيره فى اى شئ عمداً فاسد و( مستريح )
الاستاذ الجامعى …الذى يحرم طالب من درجات مستحقة بسبب عنصرى فاسد ومستريح
رجل الأعمال … الذى يستخدم نفوذه وامواله للحصول على عقود وصفقات بأسعار زهيدة فاسد و(مستريح )
التاجر …الغشاش فى تاريخ الصلاحية والتاجر الذى يقوم بزيادة الاسعار دون وجه حق فاسد ومستريح
رجل الأمن …الذى يتقاضى اموال ليتغاضى عن الاخطاء فاسد ومستريح
القاضى … الذى يغير ضميره لسبب سياسى فاسد ومستريح
الطبيب … الذى يتاجر بمهنته ويفتقد الانسانية ويقوم بالمغالاة فى قيمة كشفه فاسد ومستريح
المهندس …الذى يتلقى رشاوى لزوم سير الامور فاسد ومستريح..
فالفساد كاد يغرقنا من الرأس حتى القدم
فكل ذو منصب او مكانة معينة يقوم باطاحة امال وطموح اشخاص يطلق عليه فاسد ومستريح.. وتذكرت جملة الأديب عمنا
( نجيب محفوظ ) كلنا مجرمون كلنا ضحايا
وأخيراً اذا اردنا محاربة الفساد علينا ان نبدأ من الرأس كما انه علينا ان نبدأ من القاعدة
نبدأ من الرأس بتقديم القدوة الصالحة ورفض اى فساد من اى جهة كانت
ونبدأ من القاعدة بالتعليم السليم الجيد واحترام القانون وهذا يستغرق اجيال..
لكن لابد ان نبدأ ان اردنا اصلاح الاجيال لكى لا تنعى الاجيال حظوظها وتتذكر امجاد اجدادها