العقوق القاتل
بقلم / هند عبد الغنى
هل سألت نفسك هل انت أب عاق ؟!
هل أنتى ام عاقة ؟!
ما مفهوم العقوق لديكم؟ !!! وهل تعلمون ان العقوق درجات وأنوع ….
الكل يعتقد ان مسؤلية تربية الأبناء فى توفير المسكن والملبس وغيرها وكأننا نقتنى كائن حى بالمنزل.. بل هو نفس ونفسية وشخصية
فأول عقوق يقع فيه البعض الزواج دون تأهيل لتربية اطفال سواء من الشاب او الفتاة المقبلين على الزواج بحجة انهم متفاهمين أو بينهم قصة حب دون الإلتفات لدورهم كأب وكأم فيما بعد …
وهناك عقوق إعتقاد الأب والأم ان لهم حق الطاعة المطلقة من الابناء دون إبداء رأى او اعتراض والحقيقة أن بعض الامهات تثير الإشمئزاز والإمتعاض داخل الاسرة بكم الصراخ والعويل فهى تطالب الأبناء دوما بحق البر وأن رضاها من رضا الرب ونسيت ان تسأل نفسها هل تقومى بدورك الذى اعطاكى ووصاكى به الله تجاههم أولا ؟ !!!
فبدلا من ان تكونى مصدراً للسكينة والاحتواء اصبحتِ مصدر النفور والفرار من البيت مما يجعل الابناء يفرون ويهربون لمصير ضبابى لا يعلم عاقبته إلّا الله .
فقسوة الآباء والأمهات عقوق ، عدم اعطائهم الأبناء وقتهم وحبهم ورعايتهم عقوق ، السخرية منهم والانتقصاص من قدرهم عقوق ، مقارنتهم بغيرهم لتشويه صورتهم عقوق ، أن يحاول كل أب خلق نسخة مصغرة منه فهذا أيضا عقوق لأنه يطمس شخصيته ولايتركه للتجارب والحياة تحت اشراف منه ،
ومن العقوق المَن عليهم دائماً بضياع الجهد والمال والصحة من اجلهم …فهم هبة وهدية من الله فإن لم نكن نمتلك القدرة فى المحافظة على هذه الهبة والهدية فالأولى هو عدم انجابهم …
وكثرة الانجاب من قبل البسطاء عقوق أيضاً.
أما عن العقوق النفسى فهو الاكثر انتشاراً فى الأونة الاخيرة.. فقد أهملت وتناست الاسرة دورها فى تقويم الابناء ورعايتهم الدينية فقد فقدنا رعايتهم النفسية بسبب ضغوط الحياة
فإن كنا ننشغل فى الحياة ومتاعبها بسبب توفير متطلباتهم فعلينا ان نجتهد ونعلم ان اول احتياج لهم فى الحياة هو نحن .. وقتنا.. حبنا اهتمامنا بهم وبكل صغيرة وكبيرة …
فبعض الامهات تنشغل عن الابناء من عمر الرضاعة فهى تقوم برضاعته بيد واليد الاخرى تحمل الموبايل …
واذا تحدثنا عن العقوق فسنفتح باباً لا يغلق..
واحيانا كما نرى ونسمع يصل العقوق حد القتل.. حد الموت وان اقتنعنا بالحالة النفسية الغير سوية فأين الله وأين الاطباء وأين الاقارب وأين وأين …!!
احتووا ابنائكم يرحمكم الله
احملوهم بحب حتى يأتى اليوم الذى ستطلبون منهم ان يحملوكم بحب دون تأفف
اذا اردتم ترك ثروة لكم فى هذه الحياة حتى بعد الرحيل فاهتموا بتربية ابنائكم وامنحوهم وقتكم وكونوا قدوة لهم فهم من اسباب فوزنا بالجنة …