هل يقتل الناس أحباءهم ؟!
بقلم/ محمد جمال موسي
هل يقتل الناس أحباءهم؟! بالطبع لا، فالحب لم يكن إلا عطاء ونقاء وطمأنينه ومحبه، لم يكن يوما قتلاً ودماراً وسلباً للروح، وما حدث هو جهل وحرق للقيم والأخلاق والتربية، فهل يعقل أن تُهدم قيم الحب فتصبح قهراً وإكراهاً وقتلاً إذا أعرض عنك المحبوب، هل اختلت مفاهيم الحب عند بعض الشباب، نعم تلك المفاهيم اختلت بسبب كل ما نراه من الإفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية التي تحتوي علي إنحلال أخلاقي ومواد بذئية، وانتشرت في عقول الشباب كالنار في الهشيم.
أصبح العنف لغة الحوار وذهبت كل القيم والأخلاق مما أدي إلي ظهور مثل هذه الجرائم البشعة، فحادثة الإثنين الماضي شاب يقتل فتاه رفضت الإرتباط به، ليست جريمة عادية تحدث كل يوم بل هي جريمة شغلت الرأي العام من الشمال إلي الجنوب، وحينما سُئل القاتل أجاب بحبها، أي حب هذا! حب لدرجة الجنون فهذا هو الجاني الذي ذهب عقله في لحظة ولسان حاله يقول إما أنا وإما فلا، إما أن تكون لي وإما الموت يجمعنا، وفي تحقيقاته يقول ” بعد ما تعدموني إدفنوني في حضنها أرجوكم”، أي حب هذا الذي يذهب العقل ويجعل حياة الإنسان رخيصة إلي هذا الحد فهو لا ينشغل بما ينتظر مصيرة بالإعدام، وما ارتكبه من ذنب عظيم وإزهاق روح شابه في مقتبل العمر دون ذنب أو إثم تعاقب عليه فبأي ذنب قتلت، فهو لايعبأ بكل هذا وكل ما يشغل باله أن ينفذ فيه حكم الإعدام لتنفيذ وصيته المستحيلة أن يجمعهما قبراً واحد.
فماذا حدث في تلك الدنيا، أصبحت من حولنا مليئه بالمشاهد الخيالية بسبب تأثير ما يحدث ف الأفلام والمسلسلات في الفتره الأخيره علي عقول الناس، أفلام سينمائية أخ يضرب أخاه بسبب الميراث، شاب يقتل فتاه بدافع الحب، وآخر يلقي بنفسه من أعلي برج القاهرة..وغيرها، ضاعت الأمانات والفاحشة تملئ الطرقات، ومع كل جيل وجيل تنقرض العادات وتضيع الأخلاق.
أشعر وكأن قلوب البشر قد تحجرت، قلت سأبحث عن الأخلاق في عيون بعض البشر لم أجد سوي الكره والحقد والكراهية، وكل ما يحدث من جرائم فهو أمارة يقينية علي خلل دنيي واجتماعي وثقافي لقيم المجتمع.
كان المجتمع المصري حتي وقت قريب مزينا بالقيم والأخلاق، فلا بد أن نعود لتلك المبادئ والأخلاق لأنها الضابط لإستقرار حركة الحياة وتقدمها والتعايش الأمن بين البشر، أختم بكلمات سمعتها من أحد القضاه فعلي علماء الأمة ديناً واجتماعاً واعلاماً ووفناً وثقافتاً، أن خذوا بأيدي الناس إلي أحكام الدين الحنيف وقيم ومبادئ المجتمع الأصيلة ولن يتأتي هذا إلا بتكاتف يكون فيه صالح هذا الوطن نصب الأعين وفي مهجة القلوب.